كتاب التسهيل في الفقه
كتَابُ التسهيل في الفقه على مذهب الإمام الرباني أحمد بن حنبل الشيباني رضي الله عنه |
||
وقام بالتعريف به وبمؤلفه، كل من:
الأستاذ المشارك بقسم الفقه بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم
–الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عبدالله الحجيلان
الأستاذ المساعد بقسم الفقه بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم
الطبعة الثانية
1418هـ ـ 1998م
بسم الله الرحمن الرحيم
مُقدمـة الطبعة الثانية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
وبعد:
فالسعادة هو أن يكون العلم المطلوب هو العلم بالله وما يقرب إليه، ويعلم أن السعادة في أن يكون الله هو المحبوب المراد المقصود.
والإخلاص لله هو أن يكون الله هو مقصود المرء ومراده، فحينئذ تتفجر ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه، لأن العلم وسيلة، فهو كالطريق الموصلة إلى بلد معين.
فالمخلص السائر إلى الله مثل من سلك هذا الطريق وجدَّ في سيره، فهو يصل وإن صادفته بعض العوائق والعثرات التي لا تقطعه عن مواصلة السير بالكلية، فهو كالجواد إذا كبا نهض وأسرع.
ومثل من لا يعمل بعلمه بل يتعلم ليقال إنه عالم مثل من هو على طريق البلد المقصودة لكنه يدور في الطريق، وإذا تقدم خطوة رجع خطوتين وجلس، فكيف يصل هذا؟ ومتى يصل؟ لأنه استخدم الوسيلة لغير غايتها!!
وصدق الحسن البصري إذ يقول: (عظِ الناس بفعلك ولا تعظهم بقولك).
ويقول الإمام سفيان الثوري: (العالم طبيب هذه الأمة).
ويقول يحيى بن معاذ الرازي: (العلماء العاملون أرأف بأمة محمد r وأشفق عليهم من آبائهم وأمهاتهم). قيل له: كيف؟ قال: (لأن آبائهم وأمهاتهم يحفظونهم من نار الدنيا، والعلماء يحفظونهم من نار الآخرة وأهوالها).
هؤلاء هم العلماء الذين نفع الله بعلمهم، وقادوا الأمة إلى ساحل النجاة وبرّ الأمان في كل عصر ومصر.
ونحن ـ إذ نقدم الطبعة الثانية من كتاب التسهيل في الفقه على مذهب الإمام الربّاني أحمد بن حنبل الشيباني لابن أسباسلار ـ نحمد الله ونشكره، ونثني عليه؛ حيث أنعم علينا بنعم عظيمة ومنها إخراج هذا الكتاب القيم، الذي لا قى قبولاً واسعاً لدى طلاب العلم فقرره الكثيرون في حلقاتهم في المساجد، وحفظه كثير من الناشئة. بل إن مما نغتبط به تلك الرسائل التي وصلتنا تثني على الكتاب وتطالب بطبعته الثانية، ومنها ما يطالب بشرحه شرحاً موجزاً، وسنفي بما سبق أن قطعنا على أنفسنا من خدمة العلم وطلابه، فلعل الله أن يمد في أعمارنا على طاعته، ويمتعنا بالصحة والعافية لمواصلة طلب العلم ونشره في حدود الطاقة والاستطاعة.
ولقد بذلنا جهداً كبيراً في تصحيح الكتاب ومراجعته على الأصل المخطوط مرة أُخرى، وأعاننا بعض المشايخ الذين قرروه في حلقاتهم فأرسلوا لنا بعض الأخطاء المطبعية والإملائية وبعض الإشكالات التي أجبنا عنها.
ومن أبرز الإشكالات التي وقعت لبعض طلاب العلم، ما ينقله صاحب الإنصاف في بعض المسائل عن (التسهيل) ثم لا يجدونه فيه، فننبه إلى أن صاحب الإنصاف نقل عن كتاب آخر بهذا الاسم وهو كتاب (التسهيل) لابن عبدوس كما ذكر في مقدمته (1/14) خلال ذكره للكتب التي نقل عنها، فقد يكون المنقول منه لا من هذا الكتاب.
وإننا نأمل أن تكون هذه الطبعة أكثر وفاء بالمقصود من سابقتها، شاكرين كل الإخوة الذين كتبوا لنا وساعدونا في إبداء المقترحات النافعة، سائلين المولى ـ جل وعلا ـ أن ينفع بهذا الكتاب كل من اطلع عليه، وأن يجعله في ميزان الحسنات يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاَّ من أتى الله بقلب سليم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
أبو محمد عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار
وأبو محمد عبد العزيز بن محمد بن عبد الله الحجيلان
جوار الكعبة المشرفة (صبيحة الثلاثاء 23/2/1417هـ)
مقدمة الطبعة الأولى
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
فيقول الله تعالى:
[فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ]([1]).
ولا شك أن خير الفقه في الدين هو الفقه في أحكام الله، فبها تعرف ما يجب لله ـ سبحانه وتعالى ـ من أوصاف الكمال، وما يسره للخلق من بعثة الرسل، وإنزال الكتب التي بها قوام حياتهم، وصلاحهم، وفلاحهم في العاجل والآجل.
والفقه في الدين هو الطريق الصحيح لمعرفة شمول الإسلام وصلاحيته لكل زمان ومكان، ولذا لما قصر فهم الكثيرين عن أحكام الإسلام ساء تطبيقهم، فقصروا الإسلام على أشياء معينة، وعزلوه عن ميدان الحياة، وأخذوا يسرحون ويمرحون بلا حدود ولا قيود.
وتصحيحاً للمسار، وتوجيهاً لناشئة الأمة، وإسهاماً في إثراء الحركة الفقهية المعاصرة كان تحقيق الكتاب الذي نقدم له، وهو بعنوان: (التسهيل في الفقه على مذهب الإمام الرباني أحمد بن حنبل الشيباني ـ رضي الله عنه ـ). لمؤلفه أبي عبد الله بدر الدين محمد بن الشيخ الصالح علاء الدين علي بن شمس الدين محمد بن أسباسلار البعلي الحنبلي.
وقد كان للمؤلف والكتاب منزلة علمية عالية عند العلماء المعاصرين للمؤلف. ومن جاء بعده ممن اطلعوا على هذا الكتاب، ويكفي أن نشير في هذه المقدمة إلى وصف ابن حجر للمؤلف، حيث قال عنه: (. . . الإمام العلامة البدر شيخ الحنابلة ببعلبك. . . وكان إماماً عالماً عليه مدار الفتوى ببلده. . . )([2]).
كما نكتفي بوصف ابن العماد لكتاب التسهيل، حيث يقول عنه: (. . . له مختصر في الفقه سماه التسهيل عبارته وجيزة مفيدة، وفيه من الفوائد ما لم يوجد في غيره من المطولات، أثنى عليه عِليَةُ العلماء. . . )([3]).
ونظراً لمكانة المؤلف في نفوس العلماء وعلو قدره عندهم، وعظيم نفع كتابه، أكثروا من النقل عنه لثقتهم به، واطمئنانهم إليه، مما سنرى الإشارة له ـ إن شاء الله ـ خلال دراسة الكتاب.
وقد حرصنا ـ ولله الحمد والمنة ـ على أن يخرج الكتاب بصورة حسنة من حيث ترتيبه، وضبطه بالشكل، وتوضيح غريبه، وتوثيق ما أشار إليه من مسائل خلافية.
وقد قدمنا للكتاب بتمهيدٍ، تحدثنا فيه عن المؤلف معرفين به، ثم عّرفنا بالكتاب، وبينا منهجنا في التّحقيق، وإننا نعتبر إخراج الكتاب فقط مكسباً كبيراً، لعظم فائدته، وشدة الحاجة إليه، والله نسأل أن يُسدّد خطانا، ويعيننا على استكمال المشروعات العلمية التي نزمع إنهاءها، وهي كثيرة ـ بحمد الله ـ، كما نرجوا من مشايخنا وأحبابنا وزملائنا تزويدنا بما يرونه من توجيهات لتلافيها مستقبلاً، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أبو محمد عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار
وأبو محمد عبد العزيز بن محمد بن عبدالله الحجيلان
مساء الاثنين 15/5/1413هـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش:
( [1]) سورة التوبة الآية رقم 122.
( [2]) الدرر الكامنة 4/203.
( [3]) شذرات الذهب 6/254، 255.
فهرس الموضوعــات
فهرس الموضوعــات([1])
الموضوع * مقدمـة الطبعة الثانية.
· مقـدمة الطبعة الأولى. · التميهد: التعريف بالمؤلف، والكتاب، ومنهج التحقيق. · المبحث الأول: التعريف بالمؤلف. · المطلب الأول: اسمه، ونسبه. · المطلب الثاني: مولده، ونشأته. · المطلب الثالث: شيوخه. · المطلب الرابع: مكانته العلمية. · المطلب الخامس: آثاره العلمية. · المطلب السادس: ثناء الناس عليه. · المطلب السابع: وفاته. · المبحث الثاني: التعريف بالكتاب. · المطلب الأول: اسم الكتاب، ونسبته إلى المؤلف. · المطلب الثاني: منهج المؤلف فيه. · المطلب الثالث: بعض مميزات الكتاب. · المطلب الرابع: بعض من نقل عن المؤلف. · المطلب الخامس: وصف المخطوطة، وصور لنماذج منها. · المبحث الثالث: منهج التحقيق. · مقدمة الكتاب.كتاب الطهـارة · باب الآنية. · باب (النجاسات). · فصل (تطهير النجاسات). · باب (السواك). · باب الاستنجاء. · باب الوضوء. · باب المسح على الخفين. · باب الغسل. · باب التيمم. · باب الحيض. كتاب الصـلاة · باب الأذان والإقامة. · باب شروط الصلاة. · باب صفة الصلاة. فصل (في الركعتين الثالثة والرابعة وما بعدهما) · باب (أركان الصلاة). · باب سجود السهو. · باب صلاة التطوع. · باب (صلاة الجماعة). · فصل (فيمن يعذر بترك الجمعة والجماعة) · باب الإمامة. · فصل (في موقف المأموم مع إمامه). · باب صلاة أهل الأعذار. · فصل (في قصر الصلاة للمسافر). · فصل (في الجمع). · باب صلاة الخوف. · باب صلاة الجمعة. · فصل (فيما يسن للإمام والمأموم في صلاة الجمعة ويومها) · باب (صلاة العيدين). · باب ( صلاة الاستسقاء) · باب صلاة الكسوف. كتاب الجنائـز · فصل (في غسل الميت، وتكفينه). · فصل (في الصلاة على الميت) · فصل (في حمل الميت، ودفنه، وتعزية أهله، وزيارة المقابر ونحو ذلك) كتاب الزكـاة · باب زكاة الإبل. · باب زكاة البقر. · باب زكاة الغنم. · باب زكاة النقدين. · باب زكاة الحبوب والثمر. · باب زكاة العروض. · باب زكاة الفطر. · باب إخراج الزكاة. كتاب الصيــام · فصل (فيمن يجب عليه الصوم، والمفطرات وما يتعلق بها). · فصل (فيما يسن للصائم، وكفارة الجماع في رمضان ونحو ذلك) · باب صوم التطوع. · فصل (فيما يكره ويحرم صومه، ومن يباح له الفطر وما يتعلق به). كتاب الاعتكاف كتاب الحج والعمرة · باب (المواقيت). · باب الإحرام. · باب محظورات الإحرام. · باب الفدية. · فصل (في دم المتعة والقران، وكفارة الوطء، وتكرار المحظور). · باب جزاء الصيد. · باب دخول مكة. · فصل (فيما يفعله الحاج والمعتمر بعد الطواف) · باب صفة الحج. · فصل (فيما يفعله الحاج بعد طواف الإفاضة). · باب صفة العمرة (وفيه أركان الحج والعمرة وواجباتهما وسننهما). · باب الفوات. كتاب البيـع · باب الخيار. · باب الربا. · باب بيع الأصول والثمار. · باب السَّلمَ. · باب الرهن. · باب الضمان. · باب الحَوالَة. · باب الصلح. · باب الحجر. · فصل (في حلول المؤجل بالفلس والموت، ودفع مال الصغير والمجنون والسفيه إليهم، وأكل الولي منه، وعلامات البلوغ). · باب الوكالة. · باب الشركة. · باب المساقاة (والمزارعة). · باب إحياء الموات. · باب اللُّقَطَة. · باب اللقيط. · باب السَّبق. · باب الوديعة. · باب الإجارة. · فصل (فيما يستحق به الأجر والمنفعة، وضمان الأجير وما يتعلق بذلك). كتـاب الغضـب · كتاب الشفعة. · باب الوقف. · باب الهبة. كتـاب الوصايا · فصل (في إخراج الواجبات من رأس المال، ومن تصح إليه، وما تصح به، ونحو ذلك). · فصل (في الوصية للأقارب وأهل القرية ونحو ذلك). · فصل (فيمن لا تصح له الوصية، وما تبطل به، والوصية بالأنصباء والأجزاء). كتـاب الفرائـض · فصل (في أحوال الجد، وحاله مع الإخوة). · فصل (في أحوال الأم، والجدات). · فصل (في أحوال البنات، والأخوات، وأولاد الأم). · باب الحجب. · باب العصبة. · باب ذوي الأرحام. · باب أصول المسائل. · باب الرد. · باب ميراث الخنثى. · باب ميراث المفقود. · باب الولاء. · فصل في جر الولاء. كتاب العتـق · باب (التدبير) · باب الكتابة. · باب أُمهات الأولاد. كتـاب النكاح · باب (أركان النكاح). · باب المحرمات في النكاح. · باب الخيار (في النكاح). · باب نكاح الكفار. كتاب الصداق · باب عشرة النساء. · باب القسم. · باب الخلع. كتاب الطـلاق كتاب الرجعـة كتاب العـدد · فصل (في إحداد المتوفى عنها زوجها). · باب الاستبراء. كتاب الرضاع كتاب الظهـار · باب الإيلاء. · باب اللعان. · باب الحضانة. كتاب النفقات · فصل (في نفقة الأقارب، والرقيق، والبهائم). كتاب الجـنايات · باب القود. كتـاب الدّيـات · باب موجب القصاص. · باب (في العالقة وما تحمله). · باب القسامة. · باب البُغاة. · باب الردة. كتاب الحدود · باب الزنا. · باب حد السرقة. · باب المحاربة. · باب حد المسكر. كتـاب الأطعمـة · باب الصيد والذبائح. · باب الهدي والأضاحي. · باب النذر. · باب الأيمـان. كـتاب الجهـاد · باب الغنيمة. · باب الأمان. · باب الجزية. · باب أحكام الذمة. كتـاب القضـاء · باب الدعاوى. · باب القسمة. كتـاب الشهادات كتـاب الإقـرار · الفهارس: · أولاً: فهرس مصادر ومراجع التحقيق. · ثانياً: فهرس الموضوعات. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالهوامش: ( [1]) يذكر المؤلف ـ يرحمه الله ـ عنوان الباب أو الفصل في بعض الأحيان مبهما، فيقول: (باب) أو (فصل) ، وحيث أن ذلك لا يفيد القارئ في الفهرس عما يدخل تحت هذا الباب أو الفصل وضحنا ذلك وجعلناه بين قوسين ليتميز. |
||