أحوال الشباب في رمضان

الأربعاء 22 جمادى الآخرة 1440هـ 27-2-2019م
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الشباب هم زينة الحاضر وأمل المستقبل، فماذا أعدوا لأنفسهم في شهر الصيام، وذلك الشهر الذي يفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران وتصفد فيه مردة الجان.
هل عزم هؤلاء الشباب _ وهم أهل للخير إن شاء الله ـ على التوبة الصادقة النصوح قال الله تعالى: [وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ] (سورة النور الآية31). وقال سيد التائبين وإمامهم صلى الله عليه وسلم (يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة).

ورمضان فرصة عظيمة للتوبة وتجديد العهد مع الله، فربنا جل وعلا يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، ويفرح بتوبة التائبين وندم المذنبين، ورجوع النفوس، والتوبة سهلة ميسورة تحتاج إلى عزم وجد وإخلاص وصدق.
وإذا عرف هؤلاء الشباب حياة السلف أدركوا ما عندهم من الجد ومواصلة الطاعة والعبادة.
ولذا أوصي هؤلاء الشباب بالمسابقة في عمل الخير اقتداء بالسلف الصالح، ومن أهم ذلك وآكده:

1)الصوم، قال صلى الله عليه وسلم: (كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، يقول الله عز وجل إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك).

2) القيام، قام صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه).

3) الصدقة، (فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في رمضان، وكان أجود بالخير من الريح المرسلة، وأفضل الصدقة في رمضان كإطعام الطعام وتفطير الصوام.

4) الاجتهاد في قراءة القرآن وتدبره والخشوع عند سماعه.

5) تحري ليلة القدر والاجتهاد في إحيائها ليكسب الأجر العظيم فهي تعدل ثلاثاً وثمانين سنة وأربعة أشهر.

وفق الله شبابنا لكل خير وأخذ بأيديهم لما فيه عزهم وصلاحهم وفلاحهم وحقق على أيديهم كل ما تصبوا إليه أمتهم وبلادهم من الرقى والتقدم وصلى الله وسلمك على نبينا محمد.