خطبة بعنوان “من أحكام الصيام”.

الخميس 23 جمادى الآخرة 1440هـ 28-2-2019م

الخطبة الأولى :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً: أمــا بــعـــد:
فاتقوا الله عباد الله واجتهدوا في هذه الأيام المباركة واحرصوا على استغلال الدقائق والثواني في كل أنواع الطاعات والقربات لعل الله أن يتقبل منا ومنكم القليل ويعفو عن الزلل والتقصير.
عباد الله يتأكد على المسلم الحريص على نجاة نفسه أن تكون عبادته وفق ما شرعه رسولنا صلى الله عليه وسلم في صلاته وصيامه وقيامه وذكره ودعائه وزكاته وتعامله مع الآخرين.
ومما يكثر سؤال الناس عنه في هذا الشهر المبارك ويقع فيه بعض الناس بالخطأ ما يأتي:
1) بعض الناس يصوم لكنه يتساهل بالصلاة.
2) من أكل يظن بقاء الليل ثم تبين له أنه أكل بعد أذان الفجر فالمسألة محل خلاف والصحيح أن عليه القضاء.
وهكذا من أكل يظن المغرب أذن فتبين له أنه لم يؤذن فالصحيح أن عليه القضاء.
3) القبلة للزوجة وقت الصيام جائزة بشرط أن يأمن على نفسه من الوقوع في المحذور .
4) الإبر وقت الصيام إبر مغذية وهذه تفطر لأنها تقوم مكان الأكل والشرب كالمغذي.
وإبر غير مغذية وهي التي تضرب في العضد أو الفخذ وهذه لا تفطر وإبر تضرب مع الوريد وهي دائرة بينهما وهذه يسأل عنها الطبيب المعالج.
5) الحقنة الشرجية مع الدبر وهذه تفطر لأنها منفذ للجوف.
6) إبرة التحليل للسكر وغيره وهذه لا تفطر.
7) بخاخ الربو الصحيح أنه لا يفطر لأنه لا يدخل أجزاء للجوف.
8) العطورات على اختلاف أنواعها إذا استعملها المسلم أو المسلمة في نهار رمضان فإنها لا تفطر لأنها لا تنفذ إلى الجوف.
9) الطيب البخور وكذا دخان الحطب ينبغي للصائم ألا يتعمد شمه لأن له أجزاء تصل إلى الجوف.
10) السواك بعد الزوال لا باس به للصائم.
11) إذا أفطر الصغير غير البالغ فلا يؤمر بالقضاء بعد رمضان لأن صيامه تطوع وليس بواجب.
12) إذا أصبح المسلم وهو على جنابة أو أصبحت المرأة وهي لم تغتسل من الحيض وقد نوت الصوم فصيامها صحيح لكن عليها بالمبادرة بالغسل لتؤدي صلاة الفجر في وقتها ما تفعله.
13) إذا نزل الحيض قبيل الغروب بدقائق فسد الصوم ووجب القضاء.
14) ينبغي لأولياء الأمور تعهد الصغيرات ومتابعة بلوغهن وتعليمهن أحكام الصلاة والصيام والطهارة من الدم.
15) بعض الأئمة يصلي أربع ركعات في سلام واحد وهذا خطأ.
16) ولا ينبغي للإمام أن يوتر على خلاف المعتاد مع جماعة مسجده إلا إذا أخبرهم بذلك لأن النية في الوتر مطلوبة.
17) بعض الأئمة يطيل في القنوت حتى أن القنوت يعادل صلاة التراويح كلها وهذا خطأ.
18) نلاحظ بعض المساجد يؤذنون قبل الوقت المحدد وهذا خطأ فالواجب الالتزام بما صدر من سماحة المفتي في هذا الأمر لأن تبكير بعض المساجد يؤثر على المساجد المجاورة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم أنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله الذي جعل الصيام أحد أركان الإسلام وأشهد أن لا إله إلا الله عظم شهر رمضان وخص به أمة الإسلام وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إمام الصائمين وقدوة القانتين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله واعلموا بطاعة الله وفق ما شرعه رسوله تعدما في الدنيا والآخرة.
عباد الله واجتهدوا في أمر الزكاة أداء في وقتها لمستحقها واحذروا من التحايل على إسقاطها ففي ذلك محق المال وبركته.
ومما يكثر عنه سؤال الناس حول الزكاة:
1) الحول الزكوي فينبغي للمسلم أن يكون له حوله محدد باليوم ليتمكن من معرفة ما يجب عليه فمتى جاء هذا اليوم حضر أمواله الزكوية وأدأها ولو لم يمضي على بهضها حول لأن ذلك أحوط وأيسر وأبرأ للذمة.
2) الاجتهاد في مصرف الزكاة وعدم المحاباة فيها والحرص على إيصالها لسمتحقيها.
3) المحلات التجارية تزكي العروض فيها فقط أما الأثاث الذي لا يباع فلا زكاة فيه مهما غلت قيمته وهكذا كبائن الهاتف وسيارات النقل وخلافها فالزكاة في ايراداتها فقط .
4) ثلث الميت لا زكاة عليه مهما بلغت قيمته ولو كان الوصي يتجر فيه.
5) أموال الأيتام والقاصر بين يزكيها الوصي بها.
6) إذا كان عند المسلم وشخص كبير السن أو امرأة كبيرة وأصيبا بداء الهرم الهزارة فهو لا يعرف فهذا تزكي أمواله إذا حال عليها الحول.
7) الأراضي والعقارات والسيارات وخلافها إذا لم تعرض للبيع فلا زكاة عليها مهما كثرت ما لم تكن عروض تجارة.
8) لا تصرف الزكاة للأبناء وبناتهم وإن نزلوا ولا للآباء والأمهات وآبائهم وإن علوا ولا للزوجة لأن هؤلاء تجب نفقتهم على الشخص.
أما الزوجة فيجوز أن تعطي زوجها من زكاتها إذا كان فقيراً وكذا يعطي منها الإخوة والأخوات والأعمام والعمات والأخوال والخالات وأبناؤهم وبناتهم ماداموا فقراء مستحقين لها.
9) إذا قبض الفقير الزكاة ملكها وله أن يتصرف فيها بما يشاء يتصدق منها ويسدد دينه ويشتري ما يحتاجه من أكل أو شرب أو لباس أو خلافه.
9) الذي عليه دين وله راتب يكفيه يعيش منه هو وأولاده يجوز أن يعطي من الزكاة لسداد دينه فقط.
10) لا يجوز أن تشتري بالزكاة طعاماً وتعطيه الفقير إذا كنت تخاف أن لا يحسن التصرف بها لأنها زكاة نقدية تدفع نقداً لكن يمكن أن تصرف بأن تطلب من الفقير تفويضك لقبول الزكاة له والتصرف فيها أو يكون هناك طرف آخر من أقارب الفقير يكون مفوضاً بقبولها والتصرف فيها وهنا لا حرج أن تشتري بها طعاماً أو لباساً أو غير ذلك وتعطيه الفقير.
هذا وأكثروا من الصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.