خطبة بعنوان “العشر الأواخر من رمضان”.

الخميس 23 جمادى الآخرة 1440هـ 28-2-2019م

الخطبة الأولى :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه و نستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ورضي الله عن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين أمــا بــعـــد:

فاتقوا الله عباد الله (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)) عباد الله ها أنتم ودعتم أكثر الشهر ودخلتم في هذه العشر المباركات ومن يدري قد لا يمر على بعضنا شهر رمضان في عام قادم فا الله الله في أيام هذا الشهر المبارك والحذر الحذر من التفريط فالمغبون من فرَّط في هذه الأيام الفاضلة فالمحروم من حرم الخير كم من أقوام سعداء كُتِبت أسماءهم مع الفائزين وكم من أقوام خاسرين كُتب أسماؤهم مع المحرومين المغبونين. عباد الله كان  إذا دخل العشر يجتهد فيها ما لايجتهد في غيرها كان يشد مئزره ويحي ليلة ويوقظ أهله هذا هو حال رسول الله الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فما حلنا نحن أيها المؤمنون ألسنا واقعين في الذنوب ألسنا مقلين من الطاعة هذه مواسم الخيرات فرصة للتعويض كان سلف الأمة حريصين على اغتنام أيام هذا الشهر ولا سيما هذه العشر قال سفيان رضي الله عنه أحب إليَّ إذا دخل العشر أن يجتهد العبد ويأمر أهله بالصلاة فيها.
عباد الله وزينوا الباطن بالتوبة وجملوا النفوس بالرجوع إلى الله فإن زينة الظاهر لا تكفي إن لم تصاحبها زينة الباطن.

ومما تختص به هذه العشر مسألة الإعتكاف وتلك سنة فعلها رسول الله وفعلها أزواجه من بعده والمعتكف يدخل معتكفه قبل غروب شمس اليوم العشرين ومن أهل العلم من يقول يدخل معتكفه صبحية واحد وعشرين وعلى المعتكف أن ينشغل بالطاعة والعبادة ولا يخرج إلا لما لا بد له منه كا لأكل والشرب وقضاء الحاجة والطهارة ولا يشيع جنازة ولايحضر صلاة استسقاء وإلا إذا شرط ذلك في بداية اعتكافه مالم تكن صلاة الاستسقاء في نفس المسجد الذي يعتكف فيه ولا يجوز لشخص أن يعتكف إذا امنعه أبواه من ذلك أو أحدهما.
ولا يسوغ للرجل أن يعتكف ويهمل أهله وبيته.

ولا يسوغ لإمام المسجد أن يعتكف بغير مسجده إلا بإذن من الأوقاف مع ترتيب من ينوب عنه في مسجده ويخرج من معتكفه عند ثبوت دخول شهر شوال بإكمال رمضان ثلاثين يوماً أو بإعلان ذلك عن طريق جهة الإختصاص.
ولا يسوغ للمرأة أن تعتكف في مصلى بيتها فإن عزمت على الإعتكاف في المسجد فلا بد من إذن زوجها أو وليها ولا بد من أمن الفتنة.
عباد الله أكثروا من العمل الصالح فمواسم الخير أمامكم قال تعالى (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان))
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الأيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية:

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً كما يحب ربنا ويرضى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبدالله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم. أمــابــــعــد:
فاتقوا الله عباد الله وتعاونوا على البر والخير والرحمة واختموا شهركم بمزيد من الطاعة والعبادة.
عباد الله وإن مما يزيد هذه العشر فضلاً وبركة وخاصية أن فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر قال تعالى ((إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر))
وقال  ” من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه” وقد أرشد  إلى التماسك في العشر الأواخر من رمضان فقال التمسوها في تاسعة تبقى في سابعة تبقى الحديث.

وعلى المسلم أن يجتهد في بقية ليالي هذا الشهر لعله يوافق هذه الليلة العظمى فايغفر له ما تقدم من ذنبه.
إخوتي في الله ومما ينبغي التنبه عليه أن بعض الناس يحرص على التعلق بالرؤى وينشر ذلك وهذا من الجهل وقلة العلم فربنا جل وعلا أخفاها ورسولنا  ندب للاجتهاد في العشر كلها وهذا لحكمة عظيمة وهي دلالة الناس على الخير أما هؤلاء الذين يتعلقون بالرؤى والأحلام فإنهم يقولون لا نحن نجعل الناس يتعلقون بليلة واحدة فقط ولا يهتمون ببقية ليالي العشر ولهذا ينبغي الحذر من نشر الرسائل التي فيها تحديد ليلة القدر فهذا من العبث والجهل ومصادمة النصوص الشرعية.
هذا وصلوا وسلمواعلى الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليما(( إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً )) اللهم صلي وزدوبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.