من أحكام صلاة التراويح والاعتكاف، وجدول في بيان أحكام القضاء والكفارة في رمضان

الجمعة 24 جمادى الآخرة 1440هـ 1-3-2019م
تأليف أ.د.عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار
الأستاذ بكلية التربية بالزلفي
جامعة المجمعة

 

المقدمة:

الحمد لله والصلاة، والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد. فهذه بعض الأحكام والفوائد المتعلقة بصلاة التراويح التي يكثر السؤال عنها أسأل الله تعالى أن ينفع بها فأقول وبالله التوفيق:

– صلاة التراويح هي التراويح: قيام الليل جماعة في ليالي رمضان، والتراويح جمع ترويحة، سميت بذلك لأنهم كانوا أول ما اجتمعوا عليها يستريحون بين كل تسليمتين.

– اتّفق الفقهاء على سُنية صلاة التّراويح للرجال والنساء، وهي من أعلام الدّين الظّاهرة، وقد واظب الخلفاء الراشدون والمسلمون من زمن عمر رضي الله تعالى عنه إلى وقتنا هذا على صلاة التّراويح.
– لم يواظب النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة التراويح وبين العذر في ترك المواظبة وهو خشية أن تكتب فيعجزوا عنها، فعن عائشة – رضي الله تعالى عنها “أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد، فصلى بصلاته ناس، ثمّ صلى من القابلة فكثر النّاس، ثم اجتمعوا من الثالثة فلم يخرج إليهم، فلما أصبح قال: قد رأيت الّذي صنعتم، فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم “وذلك في رمضان”. زاد البخاريّ فيه:”فتوفّي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك” .

– توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون، يصلون صلاة التراويح كما صلاها الرسول، فهذا يصلي منفرداً، وذاك يصلي بجمع، فلما أُمن فرضيتها أحيا هذه السنة عمر رضي الله عنه، فقد أخرج البخاري في صحيحه عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه قال”خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلةً في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرَّهط، فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أٌبي بن كعب، ثم خرجت معه ليلة أخرى، والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر: نعم البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون ـ يريد آخر الليل ـ وكان الناس يقومون أوله”.

– أما عن فضلها فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم ورغب على قيام رمضان فعن أبي هريرة رضي الله عنه قـال”سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لرمضان من قامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه”.وفي رواية في الصحيح كذلك عنه: “من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه”. وزاد النسائي في رواية له: “وما تأخر” كما قال الحافظ في الفتح.

– وقت صلاة التّراويح من بعد صلاة العشاء ، وقبل الوتر إلى طلوع الفجر ، لنقل الخلف عن السّلف. ولو صلّاها بعد المغرب وقبل العشاء فجمهور الفقهاء على أنّها لا تجزئ عن التّراويح ، وتكون نافلةً لصاحبها. وفعلها في آخر الليل أفضل من فعلها في أوله لمن تيسر لهم، واتفقوا عليه ، لقول عمـر رضي الله عنه: “والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون”.

– اتّفق الفقهاء على مشروعيّة الجماعة في صلاة التّراويح وأن الجماعة لها سنة، لفعل النّبيّ صلى الله عليه وسلم والصّحابة – رضوان اللّه تعالى عليهم – ومن تبعهم منذ زمن عمر بن الخطّاب – رضي الله عنه – ولاستمرار العمل عليه حتّى الآن .فإن تعذّرت الجماعة صلى وحده لعموم قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم:”من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه “.

– لم يثبت في تحديد النبي شيء عن عدد ركعات صلاة التراوبح، إلا أنه ثبت من فعله عليه الصلاة والسلام أنه صلاها إحدى عشرة ركعة كما بينت ذلك أم المؤمنين عائشة حين سُئلت عن كيفية صلاة الرسول في رمضان، فقالت: ” ما كان رسول الله يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً ” متفق عليه ، ولكن هذا الفعل منه – صلى الله عليه وسلم – لا يدل على وجوب هذا العدد ، فتجوز الزيادة, فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ” له أن يصلي عشرين ركعة، كما هو مشهور من مذهب أحمد والشافعي, وله أن يصلي ستا وثلاثين، كما هو مذهب مالك, وله أن يصلي إحدى عشرة ركعة، وثلاث عشرة ركعة. والأفضل أن يقتصر الإمام في التراويح على إحدى عشرة أو ثلاث عشرة مع إطالة القراءة لأن هذا هو الغالب من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ولأن ذلك هو الأرفق بالناس في رمضان وفي غيره، وأعون للإمام على الخشوع في ركوعه وسجوده وفي قراءته ، ومن زاد أو نقص فلا حرج لأن صلاة الليل موسع فيها ،ومن ظنّ أنّ قيام رمضان فيه عدد موقّت عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم لا يزاد فيه ولا ينقص منه فقد أخطأ.

– لا بأس بالتنويع في عدد الركعات ، فلو صلى بعض الليالي إحدى عشرة وفي بعضها ثلاث عشرة فلا شيء فيه، ولو زاد فلا بأس ، فالأمر واسع في صلاة الليل ، لكن إذا اقتصر على إحدى عشرة لتثبيت السنة وليعلم الناس صلاته حتى لا يظنوا أنه ساه فلا حرج في ذلك .

– إذا صلى الإنسان في رمضان مع من يصلي ثلاثاً وعشرين ركعة واكتفى بإحدى عشرة ركعة ولم يتم مع الإمام ففعله لم يوافق به السنة ،فالسنة الإتمام مع الإمام ولو صلى ثلاثا وعشرين لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له قيام ليلة” فالأفضل للمأموم أن يقوم مع الإمام حتى ينصرف سواء صلى إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة أو ثلاثاً وعشرين أو غير ذلك .

– من فاته العشاء إذا دخل الإنسان المسجد ووجد الناس قد فرغوا من صلاة العشاء وشرعوا في القيام، صلى العشاء أولاً منفرداً أو مع جماعة وله أن يدخل مع الإمام بنية العشاء فإذا سلم الإمام قام وأتم صلاته، واختلاف نيته مع نية الإمام لا يؤثر، لصنيع معاذ وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم على فعله حيث كان يصلي العشاء مع الرسول صلى الله عليه وسلم ويأتي فيصلي بأهل قباء العشاء حيث تكون له هذه الصلاة نافلة، لكن لا يجوز له أن يشرع في التراويح وهو لم يصل العشاء.

– يستحب أن يقنت في كل رمضان وهو مذهب عدد من الصحابة ، وأصح ما ورد في القنوت في الوتر ما رواه أهل السنن عن الحسن قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر: “اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت”، وعن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره: “اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناءاً عليك أنت كما أثنيت على نفسك”.

– وللإمام أن يقنت بما شاء من الأدعية المأثورة وغيرها وأن يجهر ويؤمن من خلفه وأن يرفع يديه ، لكن ينبغي أن يحذر التطويل والسجع والتفصيل وعليه أن يكتفي بالدعوات الجامعة لخيري الدنيا والآخرة، وليحذر الاعتداء في الدعاء.

لا ينادى لصلاة الترويح كقول: “صلاة القيام أثابكم الله” وقول “” الصّلاة جامعة “، وقول الإمام: “اللهم صلّ وسلم على سيدنا محمد” بصوت مرتفع، وقول المأمومين ذلك بعده وقراءة سورة الإخلاص والمعوذتين بصوت مرتفع بعد صلاة الركعتين كل هذا من البدع المحدثة، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد”، وكان يقول صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة: “أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة” (رواه مسلم في صحيحه).

– اتّفق الفقهاء على مشروعيّة الاستراحة بعد كلّ أربع ركعات، لأنّه المتوارث عن السّلف، فقد كانوا يطيلون القيام في التّراويح ويجلس الإمام والمأمومون بعد كلّ أربع ركعات للاستراحة .

– الأولى لمن يصلّي التّراويح أن يسلم من كل ركعتين ، لأنّ التّراويح من صلاة اللّيل فتكون مثنى مثنى، لحديث: “صلاة اللّيل مثنى مثنى”، ولأنّ التّراويح تؤدّى بجماعة فيراعى فيها التّيسير بالقطع بالتّسليم على رأس الرّكعتين لأنّ ما كان أدوم تحريمةً كان أشقّ على النّاس .فلا ينبغي أن يصلي في التراويح أربعاً بتسليمة واحدة فإن فعل صارت نفلاً مطلقاً، وذلك لحديث:”صلاة اللّيل مثنى مثنى”، ولأنّ التّراويح أشبهت الفرائض في طلب الجماعة فلا تغيّر عمّا ورد .

-السّنّة أن يختم القرآن الكريم في صلاة التّراويح ليسمع النّاس جميع القرآن في تلك الصّلاة، والأفضل أن يقرأ الإمام على حسب حال القوم، فيقرأ قدر ما لا ينفّرهم عن الجماعة، لأنّ تكثير الجماعة أفضل من تطويل القراءة، والمهم أن يخشع في قراءته ويطمئن ويرتل ويفيد الناس ولو لم يختم فليس المهم أن يختم، وإنما المهم أن ينفع الناس في صلاته وفي خشوعه وفي قراءته حتى يستفيدوا ويطمئنوا، فإن تيسر له أن يكمل القراءة فالحمد للّه، وإن لم يتيسر كفاه ما فعل، لأن عنايته بالناس وحرصه على خشوعهم وعلى إفادتهم أهم من كونه يختم،.

– ومن الأخطاء توافد الناس إلى المساجد في أوائل رمضان ثم يتناقصون شيئاً فشيئاً فلا يأتي آخر الشهر إلا والمصلون قلة، في سائر الصلوات وفي التراويح خاصة.

– ومن الخطأ أن ينصرف المأموم قبل أن ينصرف الإمام لأنه يفوت على نفسه أجراً عظيماً، وهو ثواب قيام ليلة كاملة، وبعض المصلين يريد أن يقوم آخر الليل فينصرف عن الإمام قبل صلاة الوتر، وهذا لا يكتب له الأجر المذكور، وكذلك من ينصرفون عن الإمام الذي يصلي أكثر من إحدى عشرة ركعة فينصرفون عنه بحجة أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل أكثر من إحدى عشرة في رمضان وفي غيره.

– من أراد مواصلة الصلاة بعد التراويح مباشرة أو آخر الليل شفع آخر الصلاة وقام بعد سلام الإمام من الوتر وأكمل الركعتين، و يصدق عليه أنه قام مع الإمام حتى ينصرف الإمام ويزيد ركعة لمصلحة شرعية حتى يكون وتره آخر الليل، ولا يخرج به عن كونه لم يقم مع الإمام بل هو قام مع الإمام حتى انصرف لكنه لم ينصرف معه بل تأخر قليلاً.وإن أوتر مع الإمام وصلى آخر الليل شفعاً فهذا أولى.

– من فاته شيء من أول صلاة التراويح فلا يقضيها بعد سلام الإمام من الوتر، بل إنه يشفع الوتر ويتمها بعد ذلك ثم يصلي الوتر.

– لا ينبغي للمأموم أن يحمل المصحف خلف الإمام لأن ذلك مخالف للسنة، ولأنه يشوش على نفسه وعلى غيره في ذلك لأن فعل ذلك يحول بين المصلي وبين محل سجوده، والمشروع للإنسان إذا كان يصلي أن ينظر إلى محل سجوده، ولأنه يحول بينه وبين اتباع السنة في وضع اليد اليمنى على اليسرى على الصدر. ولأن في فعله ذلك حركة لا داعي لها والحركة في الصلاة مكروهة، لأنها تنافي الخشوع.

– الإمام إن احتاج لحمل المصحف فلا بأس، كأن يكون غير حافظ للقرآن، أو كان حفظه ركيكاً ينافي الخشوع لكثرة الرد عليه، وقد ذهب بعض العلماء إلى كراهة القراءة في المصحف مطلقاً للإمام والمأموم، ومنهم من ذهب إلى بطلان صلاتهما. لكن الصحيح أنها تجوز للإمام للحاجة كما كان ذكوان – رضي الله عنه – يؤم عائشة – رضي الله عنها- فكان يقرأ من المصحف.وهذا في النافلة دون الفريضة.

– بعض الأئمة يتكلف في تقليد قارئ معين أو أكثر من قارئ، والذي ينبغي على الإمام أن يأتي بصوته الذي خلق الله له، ولو أنه خشع في صلاته وتفكر فيما يتلوه من الآيات وأعمق الفكر في ذلك لأثر في نفسه وفي غيره، فإن خشوع الناس لا يكون إلا بمقدار ما يخشع الإمام.

– كثير من الأئمة يسرع في التراويح بحيث لا يتمكن الناس من الطمأنينة وراءه،ويشق على كبار السن والضعفاء والمرضى ونحوهم، وهذا خلاف الأمانة التي تحملوها، فإن الأمام مؤتمن يجب عليه أن يفعل ما هو الأفضل للمأمومين،

– لا حرج في تتبع المساجد طالبًا لحسن صوت الإمام إذا كان المقصود أن يستعين بذلك على الخشوع في صلاته، و يرتاح في صلاته و يطمئن قلبه، فإذا كان قصده من الذهاب إلى صوت فلان أو فلان الرغبة في الخير و كمال الخشوع في صلاته فلا حرج في ذلك.

– إذا كان الأكثرية من المأمومين يرغبون في الإطالة بعض الشيء و ليس فيهم من يُراعى من الضعفة والمرضى أو كبار السن فإنه لا حرج في ذلك، و إذا كان فيهم الضعيف من المرضى أو من كبار السن فينبغي للإمام أن ينظر إلى مصلحتهم.

– لا فرق بين التراويح و القيام فالصلاة في رمضان كلها تسمى قيامًا كما قال صلى اللّه عليه و سلم:”من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه)، فإذا قام ما تيسر مع الإمام سمي قيامًا و لكن في العشر الأخيرة يستحب الإطالة فيها، لأنه يشرع إحياؤها بالصلاة والقراءة والدعاء.

– لا ينبغي رفع الصوت بالبكاء أثناء صلاة التراويح ، لأن هذا يؤذي الناس ويشوش على المصلين وعلى القارىء، والذي ينبغي للمؤمن أن يحرص على أن لا يسمع صوته بالبكاء، و عليه أن يحذر من الرياء فإن الشيطان يجره إلى الرياء، أما إن كان ذلك من غير قصد وبغير اختياره فهو معفو عنه.

– لا بأس أن يردد الإمام بعض الآيات المشتملة على الرحمة أو العذاب لقصد حث الناس على التدبر والخشوع وإقبال الناس على الصلاة والاستفادة لا لقصد الرياء، لكن إذا كان يرى أن ترديده لذلك يزعجهم و يحصل به أصوات مزعجة من البكاء فترك ذلك أولى حتى لا يحصل تشويش.

– تحديد الإمام أجرة لصلاته لا ينبغي، و قد كرهه جمع من السلف، فإذا ساعدوه بشيء غير محدد فلا حرج في ذلك بدون مشارطة .

– المداومة على قراءة (سبح اسم ربك الأعلى)، و(قل يا أيها الكافرون)، و(قل هو اللّه أحد) في الركعات الثلاث الأخيرة من صلاة التهجد هو الأفضل لكن إذا تركه بعض الأحيان ليعلم الناس أنه ليس بواجب فحسن.

– لا بأس بدعاء ختم القرآن بل هو مستحب لما فيه من تحري إجابة الدعاء بعد تلاوة كتاب اللّه عز و جل ولم يزل السلف يختمون القرآن ويقرءون دعاء الختمة في صلاة رمضان لكن لا يطول على الناس تطويلاً يضرهم ويشق عليهم بل عليه أن يتحرى الدعوات المفيدة والجامعة.

– الأفضل أن يكون دعاء ختم القرآن بعد أن يكمل المعوذتين فإذا أكمل القرآن دعى سواء في الركعة الأولى أو في الثانية وسواء كان ذلك قبل الركوع أو بعده كل ذلك لا بأس به. والأفضل أن يكون بعد الركوع فقد ثبت أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قنت قبل الركوع وقنت بعد الركوع والأكثر أنه قنت بعد الركوع، ودعاء ختم القرآن من جنس القنوت في الوتر، لأن أسبابه الانتهاء من ختم القرآن، والشيء عند وجود سببه فيشرع فيه القنوت عند وجود سببه وهو الركعة الأخيرة بعدما يركع، و بعدما يرفع من الركوع، لفعل النبي صلى اللّه عليه و سلم.

-لم يرد دليل على تعيين دعاء معين في ختم القرآن فيجوز للإنسان أن يدعو بما شاء، ويتخير من الأدعية النافعة، كطلب مغفرة الذنوب، والفوز بالجنة، والنجاة من النار، والاستعاذة من الفتن، ونحو ذلك مما فيه نفع للعبد في الدنيا والآخرة.

– تتبع الختمات في المساجد لا حرج فيه، إذا كان بنية صالحة، و قصد صالح رجاء أن ينفعه اللّه بذلك، ويقبل دعاءهم و هو معهم.

– رفع اليدين في القنوت مشروع لأنه من جنس القنوت في النوازل، و قد ثبت عنه صلى اللّه عليه وسلم أنه رفع يديه حين دعائه في قنوت النوازل.

– لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يبدأ قنوته بالحمد والثناء على اللّه والصلاة والسلام على النبي فالأفضل والأقرب أنه يبدأ فيه بالدعاء ، والقول بأنه يشرع للداعي في القنوت أن يبدأ بالحمد والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام يحتاج إلى دليل واضح خاص، ولو بدأ الإنسان بحمد اللّه والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام فيها فلا باس.

– حكم النافلة حكم الفرض في سجود السهو لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا نسي أحدكم فليسجد سجدتين وقال: إذا نسي أحدكم فزاد أو نقص فليسجد سجدتين ولم يفرق, ولأنها صلاة ذات ركوع وسجود فيسجد لسهوها كالفريضة.

-إذا قام الإمام إلى ثالثة في صلاة التراويح فإنه ينبه بقول سبحان الله،وعليه أن يرجع ويكمل قراءة التحيات والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء ثم يسجد للسهو ثم يسلم فإن مضى ولم يجلس نبهوه حتى يجلس ولو بعد الثالثة فيجلس ويقرأ التحيات وما بعدها من الصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء ثم يسجد للسهو ثم يسلم.
والله الموفق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

من أحكام الاعتكــاف

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فهذه بعض الأحكام والفوائد المتعلقة بالاعتكاف التي يكثر السؤال عنها أسأل الله تعالى أن ينفع بها فأقول وبالله التوفيق :

– المقصود بالاعتكاف: هو لزوم مسجد بنية الطاعة لله متفرغاً لذلك على صفة مخصوصة.

– الاعتكاف سنة لا يجب إلا بالنذر لقوله تعالى لإبراهيم {أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُود..} [البقرة:125]،ولقوله تعالى:{وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُون}[البقرة:187]، وفي حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه -:”إني أعتكف العشر الأوَّل ألتمس هذه الليلة، ثم اعتكفتُ العشر الأوسط، ثُمَّ أُتيتُ فقيل لي: إنها في العشر الأواخر، فمن أحبَّ منكم أن يعتكف، فليعتكف”، فاعتكف الناس معه.

– والاعتكاف مشروع للرجال والنساء لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده. رواه البخاري ومسلم

– مقصود الاعتكاف الأعظم هو صلاحُ القلب، واستقامته، على طريق سيره إلى الله تعالى، وعكوف القلب على الله تعالى، وجمعيَّتُه عليه، والخلوة به، والانقطاع عن الاشتغال بالخلق والاشتغال به وحده سبحانه، بحيث يصير ذكره، وحبه، والإقبال عليه، في محلِّ هموم القلب وخطراته، فيستولي عليه بدلها، ويصيرُ الهمُّ كلُّه به، والخطرات كلها بذكره، والتفكر في تحصيل مراضيه، وما يقرِّب منه، فيصير أُنسه بالله بدلاً من أُنْسِهِ بالخلق، فيَعِده بذلك لأُنسه به يوم الوحشة في القبور حين لا أنيس له ولا ما يفرح به سواه، فهذا مقصود الاعتكاف الأعظم.من كلام ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد.
– أجمع الفقهاء على أنه لا يصح اعتكاف إلا في مسجد لقوله تعالى:{وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ }[البقرة:187]. ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعتكف إلا في المسجد فخرج بذلك لزوم الدار ولزوم المدرسة، بل ولزوم المصلى.

– والاعتكاف مسنون في رمضان وفي غيره، وأفضله في رمضان وآكده في العشر الأواخر من رمضان.

– ولا حد لأكثره إلا أنه يكره إطالته إذا حصل بسببه إضاعة للأهل وانشغاله عنهم، لحديث: ” كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول ” فمن أطاله كثيرا فإنه يلزم منه ترك طلب المعاش وتكليف غيره بالإنفاق عليه وحصول المشقة بإحضار طعامه وشرابه إليه في المسجد ونحو ذلك من الأغراض.

– واختلف العلماء في أقل زمن للاعتكاف والأظهر أن أقل مدته يوم وليلة. وهو مذهب المالكية وهذا القول هو الموافق للأدلة فلم يأت في السنة أقل من ذلك.

– المشروع في حق المعتكف أن يدخل معتكفه قبل غروب شمس يوم العشرين من رمضان، ويخرج منه بغروب شمس آخر يوم من رمضان إن تم ثلاثين يوماً أو أعلن خبر العيد.

– من نوى الاعتكاف ثم تركه فلا حرج عليه؛ حتى لو دخل معتكفه وبقي فيه مدة؛ لأنه تطوع غير لازم للذمة، ولأنه لم يترك واجباً، لكن يكره له قطعه بعد التلبس به وبعد العزم عليه حتى لا يترك عملا صالحا قد نواه بلا عذر فيفوت عليه عمل صالح لعموم قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُم} [محمد:33].

– من نوى الاعتكاف في العشر ومنعه مانع أستحب له قضاؤه في شوال، لفعله صلى الله عليه وسلم، كما في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: “أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك الاعتكاف ذلك الشهر، ثم اعتكف العشر الأول من شوال”.

– متى مرض المعتكف فله الخروج للعلاج ، ولو كان الاعتكاف واجبا بالنذر فإن المرض عذر في قطعه فمن لم يستطع إكماله سقط عنه إن كان تطوعا ولزمه قضاؤه بعد زوال العذر إن كان منذورا، ويستحب في التطوع إكماله بعد زوال المرض.

– لا يجوز الاعتكاف إلا في مسجد تقام الجماعة فيه، لأن الجماعة واجبة واعتكاف الرجل في مسجد لا تقام فيه الجماعة يفضي إلى ترك الجماعة الواجبة أو تكرار خروجه لها وذلك مناف للاعتكاف إذ هو لزوم المُعتكف والإقامة على طاعة الله.

– أفضل المساجد للاعتكاف هي المسجد الحرام، ثم المسجد النبوي، ثم المسجد الأقصى، فهذه أفضل المساجد بالترتيب، ثم مسجد جامع، ثم مسجد غير جامع أكثر جماعة،قالوا: ثم ما لا يحوجه لكثرة الخروج أو طول الخروج.

– من نذر أن يعتكف في أي مسجد غير المساجد الثلاثة جاز له أن يوفي باعتكافه في أي مسجد آخر؛ لأن البقاع كلها سواء، والقاعدة في هذا: أنه إذا عين الأفضل تعين ولم يجز فيما دونه، فمن نذر أن يعتكف في المسجد الحرام لزمه الاعتكاف فيه، ولم يجز فيما دونه؛ لأن كل المساجد دونه في الفضل،وإذا عين المفضول جاز في الفاضل.
– يصح الاعتكاف في ملحقات المسجد كرحبة المسجد، ومنارته والغرف الملحقة بالمسجد ، ومكتبة المسجد مادام كل ذلك داخل سور المسجد وملحق به وليس منفصلاً عنه، وأفضلها للمعتكف ما كان داخل المسجد.

– لا ينقطع الاعتكاف بالخروج إلى المنزل لحاجة كقضاء حاجة ووضوء وغسل واجب وأكل وشرب إذا كان هناك من لا يأتيه به ، وكذا لو دعي لأمر ضروري في المنزل فله الخروج لذلك ثم يعود بعده إلى معتكفه ويكمل ما بقي ولا يلزمه استئناف المدة من أولها إلا إن كان الاعتكاف واجباً بالنذر فإنه يقضي ما تركه.

– يجوز للمعتكف أن يشترط في اعتكافه لقوله – صلى الله عليه وسلم “المسلمون على شروطهم”، وهذا عام يشمل الاعتكاف. ولحديث ضباعة بنت الزبير رضي الله عنهما، وفيه قوله – صلى الله عليه وسلم – لها :”حجي واشترطي”. والاشتراط في الاعتكاف كأن ينوي الاعتكاف ثم يقول يا رب استثني من اعتكافي عيادة مريض أو شهود جنازة ونحو ذلك، أما لو اشترط الخروج للبيع والشراء أو الإجارة أو التكسب بالصناعة ونحو ذلك فلا يصح الشرط بلا خلاف عند الفقهاء.

– المحافظة على الاعتكاف بلا اشتراط أفضل وأولى إلا إذا كان المريض من أقاربه الذين يعتبر عدم عيادتهم قطيعة رحم فهنا يستثنى وكذا شهود جنازته.

– الخروج من المعتكف لأمر لا بد منه طبعاً أو شرعاً كقضاء حاجة البول والغائط والوضوء الواجب والغسل الواجب لجنابة أو غيرها والأكل والشرب، فهذا جائزٌ إذا لم يمكن فعله في المسجد فإن أمكن فِعُلُه في المسجد فلا. مثل أن يكون في المسجد حمَّام يمكنه أن يقضي حاجته فيه وأن يغتسل فيه، أو يكون له من يأتيه بالأكل والشرب فلا يخرج حينئذٍ لعدم الحاجة إليه.

– الخروج لأمر طاعة لا تجب عليه كعيادة مريض وشهود جنازة ونحو ذلك فلا يفعله إلاَّ أن يشترط ذلك في ابتداء اعتكافه مثل أن يكون عنده مريض يحب أن يعودَه أو يخشى من موته فيشترط في ابتداء اعتكافه خروجه لِذلك فلا بأسَ به.

– ليس للمعتكف الخروج لقربة من القرب إلا بشرط الاستثناء، فإن تعين خروجه لأمر لابد منه كصلاة على جنازة أو تغسيل ميت أو دفنه فلا حرج فعن عائشة رضي الله عنها – أنها قالت: ” السنة للمعتكف أن لا يعود مريضاً, ولا يشهد جنازة, ولا يمس امرأة ولا يباشرها, ولا يخرج لحاجة إلا لما بد منه ” رواه أبو داود.

– من مبطلات الاعتكاف: الجماع ، أما دواعيه كاللمس والقبلة ونحو ذلك فإذا أنزل بذلك أفسد اعتكافه فإن لم ينزل لم يفسد اعتكافه وهذا هو الصحيح..

– لا يبطل الاعتكاف بالاحتلام، أو الإنزال بسبب التفكر، والغيبة والنميمة مع إثمهما وعظم جرمهما ولكن تنقص قدره ويأثم صاحبها.

– يجوز للمعتكف غسل رأسه وتسريحه ودهنه وقص شاربه، ونتف إبطه، وحلق عانته، وتقليم ظفره، لأن هذا من باب النظافة والطهارة بشرط عدم تلويث المسجد.

– إذا خرج المعتكف من المسجد لعذر من الأعذار فله عيادة المريض والصلاة على الجنازة ما لم يقف لانتظارها أو يعدل عن طريقه إليها وهو قول جمهور أهل العلم.

– يباح للمعتكف أن يزوره أهله، وغيرهم ممن يريد زيارته، وأن يتحدثوا معه. كما قي حديث صفية، وفيه زيارة نسائه له – صلى الله عليه وسلم -،وحديثه – صلى الله عليه وسلم – معهن.

– يكره للمعتكف كل ما يُخل بمقصود الاعتكاف ويخرج به عن مقصوده وحكمته، ومن ذلك: الخلطة مع الناس إلا في الصلاة وما لابد منه، والإسراف في الطعام والشراب، وطول النوم، والكلام إلا فيما يعني وغير ذلك مما لا فائدة منه ومالا نفع فيه.

– يحرم على المعتكف البيع والشراء والإجارة والصرف والرهن وعقد الشركة، وغير ذلك من عقود المعاوضات في المسجد أما خارج المسجد: فيجوز للمعتكف أن يخرج ويشتري ما لا بدله منه كقوته وقوت عياله إذا لم يكن أحد يقوم به غيره.

– يكره للمعتكف إخراج الريح في المسجد على القول الصحيح وهو قول جمهور أهل العلم.

– يستحب للمعتكف رجلاً كان أو امرأة أن يستتر بشيء كخباء وغيره ويتأكد ذلك في حق المرأة إذا اعتكفت في مسجد الجماعة؛ لكيلا يراها الرجال.

– يجوز للمرأة المستحاضة الاعتكاف على القول الصحيح فكما أنه يجوز لها الصلاة ويجوز لها الصيام ويجوز أن يقربها زوجها فكذلك يجوز لها أن تعتكف بشرط أن تتحفظ، حتى لا تؤذي و لا تلوث المسجد.

– يجوز للمعتكف أن يتصل بالهاتف لقضاء بعض حوائج المسلمين إذا كان الهاتف في المسجد الذي هو معتكف فيه؛ لأنه لم يخرج من المسجد، أما إذا كان خارج المسجد فلا يخرج لذلك، وقضاء حوائج المسلمين إذا كان هذا الرجل معنياً فالأولى له عدم الاعتكاف؛ لأن قضاء حوائج المسلمين أهم من الاعتكاف لأن نفعها متعدٍّ، والنفع المتعدي أفضل من النفع القاصر إلا إذا كان النفع القاصر من مهمات الإسلام وواجباته.

– يلاحظ عند بعض المعتكفين كثرة الولائم والإسراف في المأكول والمشروب، وهذا فيه نوع إسراف وهو منهي عنه، وفيه نوع من شبع البطن التي تؤدي إلى الكسل عن العبادة، وهذا أمر ملاحظ ومشاهد، فالذي تمتلئ معدته بكل مأكول ومشروب تراه يتكاسل عن أداء العبادة، وإن أداها فهي خالية من خشوع القلب الذي هو لب العبادة، فعلى المعتكفين أن يقللوا من الأكل والشرب وأن يتذكروا قوله صلى الله عليه وسلم: “مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ” رواه الترمذي وصححه الألباني.

– لا يجوز أن يعتكف الشاب بغير إذن وليه، بل على الابن أن يستأذن والديه في الاعتكاف، فإن أذنا له فحسن، وإلا فلا يجوز له أن يعتكف بغير رضاهما.

– ومن الأمور التي تعد منافية لروح الاعتكاف ما يحصل من اجتماع الشباب داخل الاعتكاف لغير فائدة، إما لكلام بلا فائدة، أو باللعب بما في أيديهم من الجوالات، وغيرها مما ليس نفع، وهذا بلا شك مخالف لمقصود الاعتكاف، بل على الشباب أن يجتهدوا في طاعة الله، وأن لا يضيعوا وقت الاعتكاف فيما لا خير فيه ولا نفع.

– لا يجوز للمرأة الاعتكاف إلاَّ إذا تحقق شرطان : إذن المحرم وأمن الفتنة.

– بعض الموظفين يرغب الاعتكاف،لكن يشترط الخروج للدوام، وهذا خلاف المقصود من الاعتكاف، والأولى لمثل هؤلاء أداء الواجبات عليهم ومتى انتهت أعمالهم اعتكفوا في المسجد حسب الاستطاعة.

– بعض الناس يكون إماماً أو مؤذناً في مسجد لكن يرغب الاعتكاف في مسجد آخر لاعتبارات أخرى فيترك جماعته ويعتكف وهذا خطأ، وإن لم يستأذن من الجهة المسؤولة فهو آثم لأنه ترك واجباً وفعل مستحباً.

– لا يبطل الاعتكاف إن ارتكب المعتكف شيئاً من المكروهات أو المحرمات أيًّا كانت غير الجماع وأما المحرمات كالغيبة والنميمة والسب وشتم الناس ونحو ذلك من المحرمات فلا يبطل الاعتكاف بها بل تنقص الأجر وتنافي ما شرع من أجله الاعتكاف.

– إذا كان يقام في المسجد دروس علم ونحوه، فهل الأفضل له أن يحضر هذه الدروس؟ نقول إن كانت حلقات العلم ليست بكثيرة بحيث لا تنافي مقصود الاعتكاف فالأفضل له حضورها أما أن كانت كثيرة بحيث تشغله عن القراءة والذكر فالأفضل الانشغال بالقُرب كقراءة القرآن، والذكر، والصلاة في غير وقت النهي وما شابه ذلك.

والله الموفق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

 

image

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

فهرس الموضوعات

من أحكام صلاة التراويح

من أحكام الاعتكاف

جدول أحكام الإفطار والقضاء والكفارة في رمضان