فتاوى حول صيام الست من شوال (أجاب عليها فضيلة الشيخ أ.د عبد الله بن محمد الطيار).

الجمعة 24 جمادى الآخرة 1440هـ 1-3-2019م
نص السؤال: هل الأفضل سرد صيام الست من شوال أم تفريقه على الاثنين والخميس ؟

الإجابة: نعم الأفضل سردها من اليوم الثاني من شوال لقوله صلى الله عليه وسلم:(من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر)، أي أنه يواصل بين الست وبين رمضان ولا يفصل بينهما إلا يوم العيد وهذا يدرك أجر صيام السنة كلها لأن الحسنة بعشر أمثالها.

**********************************

نص السؤال: من عليه قضاء من رمضان فهل شرع له أن يصوم الست من شوال قبل القضاء؟

الإجابة: الأولى أن يبدأ بالقضاء ولا يقدم عليه شيئاً غيره لأنه لايدري ما يعرض له، ومن غير المناسب أن يتطوع وعليه صيام واجب حتى ولو كان القضاء كثيراً يفوت عليه صيام ست من شوال فالأفضل أن يبدأ بالقضاء.

**********************************

نص السؤال: إذا نوى الصيام من النهار هل يصح أن يحتسبه من ست شوال؟

الجواب: نعم الصواب أنه يحتسبه من الست، فصيام النفل لا فرق فيه بين المعين وغيره، فإذا نوى من النهار احتسب له وقد صام صلى الله عليه وسلم من النهار وأفطر من صيام النفل من النهار،ولا دليل على التفريق بين المعين وغيره.

**********************************

نص السؤال: هل يشرع صيام يوم الجمعة منفرداً في ست شوال؟

الجواب: نعم الصواب أن له أن يصوم يوم الجمعة منفرداً إذا كان من الست، وكذا إذا وافق عاشوراء أو إذا وافق عرفة أو كان قضاءً، فما دام ليس نفلاً مطلقاً فله إفراده بالصوم.والله الموفق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

**********************************

نص السؤال: السلام عليكم .. هل يجوز صيام ثلاث أيام من شوال بنية ثلاثة أيام من ستة من شوال، وثلاث أيام من كل شهر بنية واحدة؟.

الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد: فمعلوم أخي الكريم أن العبادات أحياناً تتداخل، يعني يدخل بعضها في بعض، وهذا فيما إذا علمنا أن المقصود حصول هذه العبادة في هذا الوقت دون النظر إلى ذات العبادة، فمثلاً إذا دخل الإنسان المسجد فإنه لا يجلس حتى يصلي ركعتين، فإذا دخل المسجد وهو يريد أن يصلي الراتبة فصلى الراتبة سقطت بذلك تحية المسجد لأن المقصود أن لا تجلس حتى تصلي وقد صليت، وكذلك لو صام الإنسان أيام الست من شوال واكتفى بها عن صيام ثلاثة أيام من كل شهر، قالت عائشة رضي الله عنها:= كان رسول الله ” يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، قلت من أيه؟ قالت: لم يكن يبالي من أيه كان+(رواه ابن ماجة وصححه الألباني في سنن ابن ماجة 1/545 برقم 1709).

وإذا كنت تريد أن تصوم الأيام البيض بذاتها فإنك تصوم أيام الست في أول الشهر، ثم إذا جاءت أيام البيض قمت بصيامها لأنك أردت أن يكون صيامك في هذا الوقت المعين، أما صيام ثلاثة أيام من كل شهر فإن صيام الأيام الستة يجزيء عنها. وفقك الله للعلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

**********************************

نص الفتوى: هل يلزم لصيام الست من شوال تبييت النية أم أن صيامها مثل صيام التطوع لا يلزم التبييت؟ ودمتم سالمين بحفظ الله.

الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فاعلم أخي الكريم أنه لا يلزم تبييت النية من الليل لصيام الست من شوال أو غيرها من نوافل التطوع، إنما تجب النية لصيام رمضان وغيره من الصيام الواجب كقضاء رمضان وكفارة الجماع في رمضان أو غيره من الكفارات أو النذور الواجبة لما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه دخل على عائشة رضي الله عنها فقال: هل عندكم طعام؟ فإذا قلنا: لا، قال: إني صائم..) (رواه أبو داود، وحسنه الألباني).
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

**********************************

نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… من المعلوم أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت ما تقضي ما عليها من صوم إلا في شعبان الآتي ومما لاشك فيه أنه يمر عليها مواسم فاضلة يستحب صيامها ( الست _ العشر الأول من ذي الحجة _ عاشوراء . . . . .الخ) ومن المسلَّم الذي لاشك فيه أنها من أحرص الأمة على اغتنام المواسم الفاضلة. سؤالي هو: هل ثبت أنها كانت تصوم تلك المواسم؟ وإذا ثبت ذلك: ألا يكون دليلاً على جواز تقديم صيام النفل على الصيام الواجب من قضاء وغيره؟

الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالراجح من أقوال أهل العلم أنها كانت تصوم سائر نوافل التطوع لأنها كانت من أحرص النساء على التزود من العمل الصالح، واستغلال تلك المواسم الفاضلة، وكيف لا وهي زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلم الناس به، أما القضاء فكانت تؤخره بناءً على إذن النبي صلى الله عليه وسلم لها في ذلك، فقد ثبت عنها أنها قالت (كَانَ يَكُونُ عَلَىَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِلاَّ فِى شَعْبَانَ الشُّغُلُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَوْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم) (رواه مسلم)، أي لحاجة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولا حرج على المسلم أن يؤخر القضاء لكن الأولى بكل حال التعجيل به، وكيف يتقرب المسلم بالنوافل وعليه فرض من جنسها، لكن لو فعل فصيامه صحيح ولا يأثم بتأخير القضاء.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
**********************************