السؤال رقم: (4620) ما الحكم عند الاختلاف في رؤية هلال رمضان؟
نص الفتوى: أنا وزوجتي نسكن في الولايات المتحدة للدراسة وكان أول يوم من رمضان الفائت يوم اختلف عليه الناس منهم من قال أنه دخل رمضان ومنهم من قال العكس أي أنه لم يدخل بعد. أنا وزوجتي تبعنا من قالوا أنه لم يدخل بعد ولم نصم ذلك اليوم. ما هو الواجب علينا في هذا الحالة علماً أنها تتكرر في غالب السنوات وهل يجب علينا قضاء ذلك اليوم أم لا؟ مع أنه الارجح لنا أن ذلك اليوم لم يكن رمضانا لعدة اسباب منها: الفئة الذين كانوا يقولون أنه دخل رمضان كانوا يعتمدون على التقويم الهجري وليسوا على الرؤية والفئة الأخرى يرون ولكن لا نعلم إذا كانوا أهل ثقة أم لا. الشيء الآخر هو كان أن أغلب الدول الاسلامية ومنها المملكة العربية السعودية لم يدخل بها رمضان في ذلك اليوم. جزاكم الله خيراً.
الرد على الفتوى
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:
فأولاً: إن كان لكم جمعية إسلامية تنظر إلى شؤون المسلمين وتتحرى رؤية الهلال ولا تعتمد على الحسابات الفلكية فقط فالأولى لكم اتباع هذه الجمعية الإسلامية.
ثانياً: مما ننبهكم عليه أن مسألة الرؤية للهلال واتباع كل بلد رؤيتهم أو الاكتفاء برؤية موحدة هي من المسائل القديمة والتي كثر حولها البحث، وقد ذهب جمهور أهل العلم من الحنفية والمالكية والحنابلة إلى أن الرؤية الواحدة كافية لعموم بلاد الإسلام، وذهب الإمام الشافعي وجماعة إلى قول باختلاف المطالع.
وعلى كل حال فمن عمل بأحد القولين فلا حرج عليه ولا تثريب لأنه قول اجتهادي سائغ.
ثالثاً: الاعتماد على الحساب الفلكي في تحديد بداية الشهور القمرية وانتهائها، يعتبر قولا مخالفا لما دلت عليه الأحاديث الصحيحة ولما اتفق عليه الصحابة ومردود عند جمهور أهل العلم.
والواجب عليكم جميعاً في أمريكا وغيرها من البلدان الأوربية أن تتحروا الهلال فإن رأيتموه فصوموا وإن لم ترونه – سواء لأجل غيم أو كان الجو صحوا – أتموا عدة شعبان ثلاثين يوما, وهذا ما جاء به الشرع المطهر وقد قال الله تعالى: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ}.{الأعراف: 3}. والاعتصام بحبل الله تعالى الذي ورد في الآية الكريمة التي صدر بها البيان معناه الاعتصام بالكتاب وليس في الكتاب والسنة الاعتماد على الحساب الفلكي.
أما بخصوصك أنت وزوجتك فلا يلزمكم قضاء صيام هذا اليوم لأنكم قد عملتم بمقتضى الحكم الشرعي
والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.