السؤال رقم: (4569) حكم الاقتراض من جهاز تنمية المشروعات؟

نص الفتوى:  السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أنا من مصر و لدينا هنا جهاز جديد اسمه جهاز تنمية المشروعات يقوم بتمويل المشروعات بمنح قروض بفائدة بسيطة و السداد علي فترة زمنية محددة وأنا أرغب في عمل مشروع فهل حصولي على تمويل من هذا الجهاز لعمل مشروع يعد من الربا لوجود فائدة عند السداد أم أنه يمكنني الحصول عليه خاصة مع صعوبة ظروف المعيشة في مصر يوما بعد يوم و لابد من أن أقوم من عمل أي مشروع يدر علي مالا يعينني على مصاعب الحياة – وأرجو العلم أنه توجد بعض الفتاوى من بعض العلماء و الهيئات التي تبيح هذا التمويل وتقول أنه يعتبر تمويل استثماري و ليس ربا لذلك أرجو من سماحتكم إبداء الرأي حتى أعرف ماذا أفعل و جزاكم الله خيرا. بتاريخ 16 / 4 / 1440 هـ

 

الرد على الفتوى

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

فأولاً: التعامل بالربا من كبائر الذنوب ، وقد توعد الله تعالى عليه وعيداً شديداً ، فقال عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ) البقرة/278، 279 ، وقال : ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) البقرة/275. وثبت أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعن آكل الربا ومؤكله. رواه البخاري، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ” درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد عند الله من ستة وثلاثين زنية” رواه أحمد والطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع ، وقال : ( الربا اثنان وسبعون بابا أدناها مثل إتيان الرجل أمه ) رواه الطبراني في الأوسط، وصححه الألباني في صحيح الجامع

ثانياً: يحرم أخذ قرض من البنوك وغيرها مهما كانت الفائدة المأخوذة وسواء كان أخذ القرض لعمل مشروع كما ذكر السائل أو للبناء أو للاستهلاك في طعام أو كسوة أو مصاريف علاج ، أم غير ذلك ، لعموم آيات النهي عن الربا ، وعموم الأحاديث الدالة على تحريمه.

والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.