السؤال رقم: (4571) حكم وضع الراتب في حساب المواطن؟

نص الفتوى: ما حكم من وضع راتبه الأساسي في حساب المواطن مع العلم بأن المطلوب وضع الراتب كامل وإذا كان محرم فماذا أفعل بالمبلغ الذي تم استلامه لمدة عام كامل ؟  بتاريخ 20 / 4 / 1440هـ

الرد على الفتوى

الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:

فأولاً: إذا كان الوضع كما ذكر السائل بأن المطلوب عند التسجيل الإفصاح عن الراتب الإجمالي للاستفادة من الدعم الحكومي (حساب المواطن) فالواجب عليه أن يلتزم بالشروط التي وضعتها الدولة، والتقيد بالضوابط والمواصفات المشترطة لاستحقاقه، ولا يجوز التحايل عليه، لأنه مال للغير، ولم يأذن فيه إلا بشروط. وإذا أخذه مع عدم التقيد بالضوابط والشروط فهو من الغش والخداع وأكل أموال الناس بالباطل، وسرقة من مال الدولة، ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (وَإِنَّ هَذَا المَالَ حُلْوَةٌ، مَنْ أَخَذَهُ بِحَقِّهِ، وَوَضَعَهُ فِي حَقِّهِ، فَنِعْمَ المَعُونَةُ هُوَ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ كَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ). وفي رواية لهما: (وَيَكُونُ عَلَيْهِ شَهِيدًا يَوْمَ القِيَامَةِ). وفيهما عن أبي حميد مرفوعاً: (وَاللَّهِ لاَ يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْكُمْ شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ). وفي صحيح البخاري عن خولة الأنصارية مرفوعاً: (إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ القِيَامَةِ).

ثانياً: أما عن كيفية التخلص من المال الحرام الذي أخذ من الدولة، فيكون بإرجاعه بأن يردَّه إلى مَحلِّه أو إلى بيت مال الدولة، ولو سبَّب ذلك حرجا له، فإنْ عجز عن إرجاع ما أخذ أو كان في إرجاعه حدوث مَفْسدة أكبر ،فإنها تُجْعل في منفعة عامَّة للمسلمين.

والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.