السؤال رقم: (4578) ما حكم زيارة مدائن صالح؟

نص الفتوى : هل هناك اختلاف فقهي في زيارة مدائن صالح؟  بتاريخ  25/ 4 / 1440هـ

 

 

الرد على الفتوى

الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:

فلا يجوز زيارة هذه الأماكن لقصد الفرجة والاطلاع؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما مر بالحِجْر – وهي: منازل ثمود – قال: (لاَ تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، أَنْ يُصِيبَكُمْ مَا أَصَابَهُمْ) ثُمَّ تَقَنَّعَ بِرِدَائِهِ وَهُوَ عَلَى الرَّحْلِ. رواه البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما.

وفي رواية له أيضاً: (لاَ تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلاَءِ المُعَذَّبِينَ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ فَلاَ تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ، لاَ يُصِيبُكُمْ مَا أَصَابَهُمْ).  قال ابن القيم رحمه الله تعالى، في زاد المعاد(3 /560)  أثناء ذكره الفوائد والأحكام المستنبطة من غزوة تبوك:

ومنها : أن من مر بديار المغضوب عليهم والمعذبين لا ينبغي له أن يدخلها، ولا يقيم بها، بل يسرع السير، ويتقنع بثوبه حتى يجاوزها، ولا يدخل عليهم إلا باكياً معتبراً، ومن هذا: إسراع النبي صلى الله عليه وسلم السير في وادي مُحَسِّر بين منى ومزدلفة، فإنه المكان الذي أهلك الله فيه الفيل وأصحابه)

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى، في فتح الباري (6/380) في شرحه للحديث السابق: (وهذا يتناول مساكن ثمود وغيرهم ممن هو كصفتهم، وإن كان السبب ورد فيهم)..

والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.