السؤال رقم: (4604) ما نصيحتكم لمن ابتلي بالوساوس؟

نص الفتوى: أنا مبتلى بالكثير من الوساوس وأكثرها وساوس الطلاق في حياتي كلها وخصوصا عندما أكبر للصلاة تأتيني (غصبا عني) على شكل نغزات أما على الشفاه أو على اللثة ونحو ذلك ولا يظهر اللفظ تماما وبعدها أتذكر ذنوبي التي فعلت من كان عمري 13 او نحو ذلك او وقت المراهقة من أفعال فعلتها عظيمة عند الله من الكبائر أو أكبر الكبائر ذنوب أو افعال غير جيدة اقترفتها وأقلعت عنها منها من عشرين سنه ومنها فوق ثلاثين سنه.

والوسواس يزداد علي بشكل غير طبيعي في الصلاة عندما أكبر وأحيانا أقطع صلاتي أو اعيدها بسبب هذه النزغات وما يرد الى ذهني مباشرة والتي يخيل لي انها نوع من أنواع التعليق، فماذا أفعل وأريد ان أعيش حياتي الطبيعية مثل باقي الناس جزاكم الله خير. بتاريخ 15-5-1440هـ

 

الرد على الفتوى

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

فأولاً: المبتلى بالوسواس لا يقع طلاقه حتى لو تلفظ به بلسانه إذا لم يكن عن قصد، لأن هذا اللفظ باللسان يقع من الموسوس من غير قصد ولا إرادة، بل هو مغلق عليه ومكره عليه لقوة الدافع وقلة المانع، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا طلاق في إغلاق). فلا يقع منه طلاق إذا لم يرده إرادة حقيقية بطمأنينة، فهذا الشيء الذي يكون مرغما عليه بغير قصد ولا اختيار فإنه لا يقع به طلاق.

ثانياً: عليك أيها السائل أن تجاهد نفسك في دفع هذه الوساوس، وعلاجها بذكر الله تعالى، والإعراض عنها، فإذا جاءك الشيطان فوسوس لك وقال: قد طلقت زوجتك فقل له بقلبك: بل لم أطلقها ثم استعذ بالله من شره، واثبت على الحق وادفع ما يعارضك من الوسواس ، فإذا رأى الشيطان منك قوة في ذلك، وأنك لم تلتفت لوساوسه فسيندفع عنك بإذن الله، وإلا فمتى رآك قابلا للشكوك والشبهات مستجيبا إلى الوساوس والخطرات فإنه سيورد عليك من ذلك ما تعجز عن دفعه.

والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.