السؤال رقم:(4452) أتصفح الإنترنت ثم تظهر لي صور محرمة . فما الحكم ؟
نص الفتوى : السلام عليكم ورحمه الله وبركاته أما بعد سؤالي هو أنني عندما أتصفح في الجوال وأدخل إلى المواقع والمقاطع او عندما ابحث عن شيء اضع يدي على الشاشة ثم ارى ان كان هناك منكراً او مقطع اعلاني حتى اتخطاه ولا اراه ثم بعد ذالك أبعدها فإني تعبت من هذا الأمر هل يجوز أن لا أفعل هذا الأمر وأنا أساساً لا أقصد المحرمات ولله الحمد ولكن أخاف أن تظهر لي فهل أداوم على هذا الفعل ؟
بتاريخ3-3-1440هـ
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أمّا بعد:
فإن غض البصر عن المحرمات واجب، لقوله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور:30].
وشبكة الإنترنت سلاح ذو حدين، فينبغي للمسلم استخدامها فيما يفيد كالبحث العلمي ودخول المواقع المفيدة والنافعة وهي كثيرة بحمد الله تعالى ومشتملة على الفوائد والمعارف النافعة.
وإذا تصفح المسلم مواقعاً يستفاد منها أو يحتاج إليها ووجد عليها بعض صور النساء، فالواجب عليه في هذه الحالة أن يغض بصره عن صور النساء الموجودة، ويأخذ ما يستفيد منه أو يحتاج إليه.
والنظرة الأولى المعفو عنها هي نظرة الفجأة ـ كما قال أهل العلم ـ وهي النظرة الأولى التي تفاجئك أو تظهر عند دخول الموقع أو هي التي يقع بها بصر الإنسان على المحرّم من غير قصد، وعفي عنها لعسر التحرز منها، ففي صحيح مسلم عن جرير ـ رضي الله عنه ـ قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة؟ فأمرني أن أصرف بصري.
قال النووي في شرح مسلم: ومعنى نظر الفجأة أن يقع بصره على الأجنبية من غير قصد، فلا إثم عليه في أول ذلك، ويجب عليه أن يصرف بصره في الحال، فإن صرف في الحال فلا إثم عليه، وإن استدام النظر أثم لهذا الحديث، فإنه صلى الله عليه وسلم أمره بأن يصرف بصره مع قوله تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم.
وقال صلى الله عليه وسلم: لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة. رواه أبو داود وحسنه الألباني.
ولذلك، فإن من يتعمد الدخول إلى المواقع التي يعلم أنها تعرض صور النساء المتبرجات فإنه يأثم بذلك من أول نظرة إليها، لأن نظرته ليست نظرة فجأة، أما الذي يدخل إلى المواقع المفيدة ويصرف نظره عند ما تظهر له صور نساء فليس عليه إثم إن شاء الله تعالى.
والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.