السؤال رقم:(4587) ما حكم قيام الليل بالقراءة من المصحف مع الاستماع الى القرآن من الجوال؟
نص الفتوى : ما حكم قيام الليل بالقراءة من المصحف مع الاستماع الى القرآن من الجوال؟
بتاريخ 30 / 4 / 1440 هـ
الرد على الفتوى
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:
فأولاً: يجوز للإنسان في قيام الليل القراءة من المصحف أثناء الصلاة سواء كان إماماً أو منفرداً لعموم الأدلة الدالة على مشروعية القراءة في الصلاة، وهي تعم القراءة من المصحف، والقراءة عن ظهر قلب. ومن أصرح ذلك ما رواه البخاري تعليقاً من أن ذكوان مولى عائشة رضي الله عنها كان يصلي بها في الليل من المصحف. لكن إذا تيسر الإمام الحافظ استغني به، وهو الأفضل لأنه أجمع للقلب، وأجلب للخشوع.
والمنفرد الذي لا يحفظ يجوز له، بل يندب في حقه أن يقوم بالقرآن بالليل في بيته من المصحف، لأن ذلك أولى من هجر القرآن أو الاقتصار على بعضه.
ثانياً: ينبغي أن يحرص المصلي على الخشوع والتدبر والبعد عن جميع الأمور المشغلة لقول الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} {المؤمنون:1-2}.
وما ذكره السائل من الاستماع الى القرآن من الجوال أثناء الصلاة هو منافٍ للخشوع والتدبر لما في ذلك من الشغل بمتابعته، وبتشغيل الجهاز وإيقافه عقب الفاتحة، وعند الركوع، وفي بدء الركعة التالية، واحتمال خطأ المصلي في القراءة أثناء المتابعة، أو الاضطرار لإيقاف الجهاز وتشغيله مرات، مع إمكان الاستغناء عن ذلك بالقراءة في المصحف.
ولهذا فأنصح الأخ السائل بعدم فتح الجوال وقت الصلاة، فإن هذا أقرب إلى حضور القلب.
والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.