السؤال رقم:(4497) لا يظهر دم الحيض إلا عند مسحه بالمنديل، فهل يعتبر حيضًا ؟
نص الفتوى : وجود الحيض مع انحباسه داخل المهبل ظهور الحيض عند المسح بالمنديل فقط. هل يعتبر حيض يوقف الصلاة ونحسب به حيضات العدة .
الرد على الفتوى
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:
فالدم الذي ينحبس داخل المهبل أو يكون في باطن الفرج ولا ينتقل ويبرز إلى الظاهر اختلف فيه الفقهاء هل يعد حيضاً أم لا والراجح أنه : يعد حيضاً ، فلا يشترط في الدم حتى يأخذ حكم الحيض أن يخرج إلى ظاهر الفرج ، بل إذا بقي في باطن الفرج يلوث القطن الداخل فهو حيض أيضا . وهو مذهب الشافعية والحنابلة. ويدل عليه ظاهر قول الله عز وجل : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) البقرة/222.
فقوله سبحانه وتعالى ( قل هو أذى ) إشارة إلى أن العبرة بوقوع الأذى ، وهو حاصل حتى لو لم يبرز الدم إلى ظاهر الفرج ، فهذا الأذى يظهر بالآلام المرافقة ، وبأعراض الطمث الأخرى.ولقول عائشة رضي الله عنه للنساء اللاتي كن يأتينها بالدرجة فيها الكرسف فيه الصفرة: (لاَ تَعْجَلْنَ حَتَّى تَرَيْنَ الْقَصَّةَ الْبَيْضَاءَ). رواه مالك في الموطأ وذكره البخاري في صحيحه معلقا وصححه النووي وفيه دلالة على أن النساء كن يعددن الصفرة التي تكون على ( الكرسف ) علامة على الحيض ، وأكدت ذلك عائشة رضي الله عنها ، والمراد بالكرسف هنا القطن الذي كانت النساء تدخله لتتبع الحيضة .
وروى ابن أبي شيبة في مصنفه أنه كانت عمرة بنت عبدالرحمن المدنية تقول للنساء: إذا إحداكن أدخلت الكرسفة فخرجت متغيرة، فلا تصلين حتى لا ترى شيئاً.
والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.