السؤال رقم:(4484) أنشأت إدارة العمل صندوقًا ماليًا للموظفين يستفيدوا منه بعد التقاعد . فما حكمه ؟

نص الفتوى :كنت أعمل بإدارة عمومية وفي عام 2005 أنشات هذه الادارة صندوقاً مالياً ودعت الموظفين ليساهموا بتمويله من خلال اقتطاع جزء مالي من رواتبنا الشهرية وبموافقتنا حتى نستفيد بعد التقاعد من منحة مالية كل ثلاثة أشهر تصب في حسابنا من طرف هذه هيئة يكون مصدرها المساهمات المالية للعمال كإعانة على التقاعد بغض النظر عن المعاشات التي نستفيد منها كمتقاعدين من قبل صندوق الوطني للتقاعد.وفي2007 تقاعدت عن العمل وصرت اتقاضى هده المنحة لكنها كانت ضئيلة فاقترح علينا الصندوق الأول أن ندفع المبلغ المالي الذي علينا دفعة واحدة للصندوق باحتساب السنوات الماضية التي عملناها وهي 30 سنة أو ندفع القدر الذي نستطيع من السنوات حسب إمكانيات كل واحد منا والتي لم نساهم فيها بالاقتطاع من الأجور الشهرية باعتبار أن هذا النظام لم يكن معمول به أنذاك لكي تزيد المنحة فتصبح مثلا من 800 دينار الى 30000 دينار فوافقنا وزادت المنحة أي أنه استفدنا من الاثر الرجعي لهذا النظام المالي فهل هذه العملية المالية شرعية وأن المال الذي يمنح لنا على شكل منحة كل ثلاثة أشهر على أن تتوقف هذه المنحة بوفاة المستفيد حلالا .علما أن هذا المال نتلقاه من اشتراكاتنا المالية السابقة والمساهمات المالية أيضًا للموظفين الذين ما زالوا يعملون ولا يستفيدون من المنحة الا عند التقاعد وبالتالي يصير المبلغ الذي يضخ لنا مع مرور السنين يفوق بزيادة المبلغ الذي ساهمنا فيه ….   بتاريخ  18/ 3/ 1440هـ

الرد على الفتوى

الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:

فأولاً: إن كانت الإدارة التي تعمل بها تقوم باستقطاع هذا الجزء من راتبك، ليكون محفوظاً لديها على سبيل الأمانة، ولا تتصرف فيه بأي نوع من أنواع التصرف. ويكون ما تدفعه لك زيادة على هذا الاستقطاع هو من باب المعونة والعطية والهدية، فالمعاملة في هذه الحال مباحة، ولا حرج فيها.

ثانياً: أما إن كانت الإدارة تقوم باستقطاع هذا الجزء من الراتب على سبيل القرض، بحيث يكون هذا المال تحت تصرفها، وتقوم بالمتاجرة به لمصلحتها، واستثماره في أنواع الاستثمارات المختلفة.

ففي هذه الحال تكون المعاملة ربوية؛ لأن الزيادة التي تُدفع لك من قبل الإدارة العمومية المذكورة في سؤالك إنما هي في مقابل هذا القرض، وهذا من الربا الصريح.

وفي الحقيقة أن أغلب من يقومون بمثل هذه الصناديق من الشركات يكون هذا المال تحت تصرفها، وتقوم بالمتاجرة به لمصلحتها، واستثماره في أنواع الاستثمارات المختلفة فلا بد من التأكد من أي النوعين يتعاملون معك.

والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.