السؤال رقم:(4525) أصلي في مسجد منحرف عن القبلة قليلًا . فما الحكم ؟

نص الفتوى :بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سكنت في حي ولكن مسجد الحي الذي أسكن فيه القبلة فيه منحرفة نحو اليمين (شرقاً) أي أن اتجاه القبلة الصحيح شمال غربي وقبلته شمال، علماً بأن بنيانه من عام ١٤٣٠ هـ. السؤال: هل الأفضل أصلي فيه مع الجيران من سكان الحي أم أصلي في مسجد غيره قبلته صحيحة ولكنه في حي ثاني؟ وجزاكم الله خيراً .. 19-2-1440هـ

الرد على الفتوى

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أما بعد:

فأولا : استقبال القبلة شرط لصحة الصلاة ؛ لقوله تعالى : {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ } [البقرة الآية 144] .

وفرض القريب من الكعبة أن يستقبل عينها، وأما البعيد عنها ففرضه أن يستقبل جهتها، عند جمهور العلماء.

ثانياً: قال الإمام أحمد – رحمه الله -: ما بين المشرق والمغرب قبلة، فإن انحرف عن القبلة قليلا لم يُعِدْ، ولكن يتحرى الوسط . وبهذا قال أبو حنيفة . لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما بين المشرق والمغرب قبلة) رواه الترمذي

وفي كلام الإمام أحمد رحمه الله المتقدم فائدتان:

الأولى: تتعلق بصلاتكم الماضية، فهي صحيحة ولا يلزمكم إعادتها.

الثانية: تتعلق بصلاتكم في المستقبل، فعليكم تعديل الصفوف، ولا ينبغي لكم تعمد الانحراف عن القبلة.

ثالثاً: الأفضل أن يصلي الإنسان في مسجد حيه أو المسجد القريب من بيته ، ولا يتخطاه إلى غيره من المساجد إلا لسبب شرعي ، والمرجو من القائمين على المسجد أن يقوموا بتعديل الصفوف وعدم الانحراف عن القبلة يميناً أو شمالاً ، احتياطاً للصلاة ، فإن بعض الأئمة كالشافعي – رحمه الله – يبطل الصلاة بمثل هذا الانحراف .

والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.