السؤال رقم:(4526) أحلف على عدم ارتكاب الذنب ثم أضعف وأرتكبه . فما الحكم ؟

نص الفتوى :السلام علَيْكُمْ ورحمة الله وبركاته سماحة الشيخ رحم الله والديك  أنا س.م.م. من الباحة. منًّ الله علي بحفظ القرآن الكريم وعندي بعض الروايات. ولكني أقع بين كل فترة وأخرى في كبيرة من الكبائر ثم أندم وأحلف ألا أعود وأعاهد الله. ثم في طرفة عين أعود وأقع في نفس الفاحشة وحلفت بالقرآن ولم أنته ثم حلفت بالطلاق أن لا أعود لكن في طرفة عين أضعف وأقع في نفس الفاحشة، وقد حلفت بالطلاق ثلاث مرات لا أعود ثم عدت. هل تعتبر زوجتي في هذا الحال طالق. وكيف أكفر عن أيماني. وهل فعلي هذا المعاهدة والنكث ثم الحلف والنكث. يُعد من اللعب بآيات الله. وما الحل والمخرج مما أنا فيه. جزاكم الله خيرا ورحم الله والديكم

.22-2-1440هـ

الرد على الفتوى

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أما بعد:

فأولاً: الواجب على كل مسلم اقترف ذنبًا أن يبادر بالتوبة إلى الله عز وجل وذلك بالندم على الماضي من سيئاته وبالإقلاع منها والحذر منها، وبالعزم الصادق ألا يعود فيها، خوفًا من الله وتعظيمًا له، وإخلاصًا له سبحانه، لقوله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[ سورة النور الآية 31] وقوله سبحانه {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا}[سورة التحريم الآية 8 ].

ويجب عليه مع التوبة كفارة اليمين، إذا حلف ألا يعود ثم عاد، وهي إطعام عشرة مساكين، لكل مسكين نصف صاع من قوت البلد من تمر أو غيره ومقداره كيلو ونصف تقريبًا أو كسوتهم، كل واحد يعطى ما يجزئه في الصلاة، قميص أو إزار ورداء، أو عتق رقبة فمن لم يستطع هذا كله، يصوم ثلاثة أيام. لقوله تعالى : ) لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{[ سورة المائدة الآية 89] .

ثانياً: أما سؤالك عن الحل والمخرج مما أنت فيه فاعلم أن الله سبحانه وتعالى حين حرَّم على العبد المعاصي لم يتركه سُدى، بل أمدَّه عز وجل بما يعينه على تركها، ومن الوسائل المعينة على ذلك:

1-تقوية الإيمان بالله عزَّ وجل والخوف منه.

2-مراقبة الله عزَّ وجل واستحضار أنه مع العبد، وأنه يراه، وأن كل ما يعمل مُسجَّل عليه.

3-أن يقارن بين اللذة العاجلة للمعصية والتي سرعان ما تنتهي، وبين عقوبة العاصي يوم القيامة، وجزاء من امتنع من المعصية.

4-أن يبتعد عن الوسائل التي تعينه على المعصية: كالنظر الحرام، وأصدقاء السوء، وارتياد أماكن المعاصي.

5-أن يحرص على مجالسة الصالحين وصحبتهم.

والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.