السؤال رقم:(4454) تخلّت أمهم عن أبيهم أثناء مرضه ثم مات نتيجة الإهمال . فهل يجوز منعها من الميراث؟

نص الفتوى : السؤال مرض والدي من عام بورم في المخ وهو عمره 65 عاما وكانت صحته جيده جدا وعندما مرض ابي تركت امي مسئوليته لنا تماما انا و3 من اخواتي البنات وتخلت عن ابي واخذت في الدخول والخروج وعدم الاكتراث له نهائيا مما اغضبنا وقالت انها لا تقدر على خدمته علما بأن صحتها جيده جدا واستمرينا في خدمة والدي وهو شعر بنفورها وحزن وعند انشغالنا فترة الحج وذهابنا للحج اهملت والدنا اهمالا شديدا فتسببت له بقرح فراش وتسببت بعدم اعطاؤه الدواء بارتشاح المخ مما جعله يغيب عن الوعي احيانا فواجهناها واختلفنا معها واخذنا ابي من بيته الى بيت احدى بناته الاربع والتي اهتمت به اهتماما شديدا عكس امي التي نزلت لتجارة والدي تريد ادارتها والاستيلاء على اموال والدي كما علمنا نحن بناتها انها على علاقه برجل يصغرها عمره 55 عاما وتدخل وتخرج معه وعند مواجهتها قالت انها لا تريد والدنا وانها رفعت قضية خلع عليه وسوف تتزوج ذلك الرجل وذلك من خلال تسجيل رساله صوتيه بصوتها فقاطعناها جميعا وعندما علم والدنا بذلك حزن واصبح لا يتكلم ولا يأكل ومرض جدا ومات بعدها بأسبوعين هل لها اي حق بميراث والدنا الذي تخلت عنه وهل نأخذ تسجيلها الصوتي للمحكمة لنثبت خلعها لوالدنا وهل علينا وزر مقاطعتها بسبب تصرفاتها وحزن والدنا وقهره والتسبب بوفاته ارجو الإفادة .        4/ 3 / 1440هـ

 

الرد على الفتوى

الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:

فأولاً: هذا الكلام الذي دار بينك وبين أمك لا يترتب عليه شيء، فهو ليس صريحا في الخلع ولا كناية فيه، وعليه فلا اعتبار له ولا يترتب عليه شيء فالطلاق بيد الزوج أو من فوض إليه إيقاعه وليس بيد الزوجة.

قال القرطبي في تفسيره: وبأن الأصل المجتمع عليه أن الطلاق بيد الزوج أو بيد من جعل ذلك إليه. انتهى.

ثانياً: لا يجوز منع والدتكم من ميراث أبيكم، بحجة أنها طلبت الخلع منه قبل موته ورفعت طلباً في المحكمة من أجل ذلك لأنه لم يتم حال وجود أبيكم وهو الذي بيده قبول الخلع من عدمه، وكذلك لا يجوز منعها من حقها من الميراث بحجة أنها أهملت في حق أبيكم، بل أنتم كذلك أهملتم في حقه من البر، حيث تركتموه جميعاً وذهبتم إلى الحج مع علمكم بأن والدتكم لا تهتم برعايته.

وننصحكم بملاطفة والدتكم والتأدب معها وعدم مقاطعتها، ولا تنسوا أنها أمكم، وأن رضا الله في رضاها، وسخطه في سخطها، فبينوا لها أن الشرع لا يبيح لها ما تفعل، وكلموها بكل لطف ولين وتودد لعلها تستجيب لكم.

والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.