السؤال رقم (4512) عنوان الفتوى: حكم القرض الذي تعطيه شركة الاتصالات مقابل زيادة في سعر المكالمات ؟
نص الفتوى : السلام عليكم ورحمة الله، أحسن الله إليكم، استشكل علينا أمر وهو أن شركات الاتصالات الموجودة في الدولة وفي خارج الدولة لديها سياسة، أو حل لمن انتهى رصيده الهاتفي، بأن يمنحون له رصيدًا إضافيًا بمقدار 8 دراهم. وهذا الرصيد الإضافي هو بمثابة قرض، أي يسد فيما بعد، ولكن الاستشكال هو أنهم يزيدون في سعر المكالمات لمن استخدم هذا الرصيد الإضافي. أي: لو فرضنا أن سعر الدقيقة عندهم درهم، فإذا اتصل الشخص على أحد ودامت محادثته دقيقة، واستخدم رصيده، سيخصم درهم من حسابه، وأما إذا استعمل الرصيد الإضافي، ودامت محادثته دقيقة، سيخصمون الدرهم للمحادثة، و6 فلس لاستخدامه الرصيد الإضافي من عندهم، وهذا “سعر الخدمة” لديهم، فهل يعتبر هذا من باب الربا وهل نمتنع من هذه الخدمة؟ جزاكم الله خير الجزاء.
الرد على الفتوى
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:
فإن العقد القائم بين شركة الاتصالات وعملائها هو عقد إجارة، وأن حقيقة الرصيد الموجود في البطاقة هو المنفعة التي ملكها العميل بعقد الإجارة.
وعليه؛ فما تقدمه شركة الهاتف والاتصالات من تمكين العميل، في حال انتهاء رصيده، من شحن الرصيد بملغ محدد دون أن يدفع شيئاً وقت الشحن: هو من باب بيع المنفعة، مع تأخير دفع الثمن، حيث يتم خصم الثمن لاحقاً عند شرائه بطاقة جديدة، وليس هذا من باب القرض.
وهذا الأمر لا حرج فيه إذا كان المبلغ والرسوم التي ستخصم معلومة ومحددة؛ لأن من شروط الإجارة أن تكون الأجرة معلومة.
وما تقتطعه الشركة فيما بعد من رصيد العميل إضافة للرسوم التي تأخذها على عمليات الاتصال وغيره : كل هذا يُعدُّ ثمناً للمنفعة التي حصل عليها ، إلا أن جزءاً من الثمن يؤخذ من الرصيد عند شحنه ، وجزءاً منه يؤخذ كرسوم على كل عملية .
والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.