السؤال رقم (4705): حكم الصلاة حول من ينتمي للطريقة الصوفية التيجانية؟
نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا حفظك اسكن في السنيغال و أكثر من الناس على الطريق الصوفي التيجاني أو موريد هل ممكن أن أصلى خلفهم ؟ أو يجب أن أصلي من خلفهم وأكرر صلاتي. بتاريخ 20 / 8 / 1440هـ
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فأولاً: من كان مسلماً صحيح الاعتقاد ملتزما بالسنة، فلا ريب في جواز الصلاة خلفه، وقد يطلق الناس لقب “صوفي” على من هذا حاله، نظراً لصلاحه وزهده ونحو ذلك، وإن كان الأولى ألا يسمى بذلك، إذ الإسلام متضمن للزهد والصلاح وغيره، والتصوف إما أن يكون هو الإسلام أو غيره، فإن كان هو الإسلام، فلا حاجة إلى إحداث هذا الاسم الذي لم يشرعه الله، ولم يشرعه رسوله صلى الله عليه وسلم. وإن كان غيره فقد ظهر فساده، وأنه مردود على صاحبه.
ثانياً: ومن كان منتسباً إلى الإسلام مع تمسكه بشيء من العقائد الفاسدة التي توجب الخروج من الإسلام، كاعتقاد النفع والضر في الأموات، أو دعائهم والالتجاء إليهم، أو اعتقاد أن الله يَحِلُّ في مخلوقاته، أو أنه لا فرق بين الخالق والمخلوق، أو أن الأولياء يعلمون الغيب، أو أن الولي يصل إلى مرحلة يسقط عنه فيها التكليف، أو ادعاء العصمة لغير الأنبياء، أو تفضيل شيء من الأذكار والأوراد على القرآن، ونحو ذلك من موجبات الردة، فهذا لا تصح الصلاة خلفه، وتجب دعوته وتعليمه ونصحه، وإلا فأقل ما يعاقب به هو هجره وزجره، لا تعظيمه وتقديمه لإمامة الناس.
ثالثاً: ومن كان متلبساً ببعض البدع التي لا تخرجه من الإسلام مظهراً لها فلا تجوز الصلاة خلفه لأن من هذا حاله، شأنه أن يهجر لا أن يقدم للإمامة على المسلمين إلا أن يتعذر تقديم غيره، أو الانتقال إلى مسجد آخر، فتجب الصلاة حينئذ خلفه لئلا يترتب على ذلك تضييع صلاة الجماعة في المسجد.
والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.