السؤال رقم (4708): تأتيني وساوس في الصلاة وأشعر أني خرجت من الملة فما توجيهكم؟
نص الفتوى: السلام عليكم كما تعلمون أني مصابة بالوسواس القهري وكنت أتناول أدوية خاصة به وأجد صعوبة في التكبير فكنت أقول هذه العبارة حتى تمنعني من قطع الصلاة وإعادتها ( اذا كنت أجّل الله فلن أقطع صلاتي ولن أعيدها وإلا فأنا عكس ذلك ووضعت في قلبي أني متعمدة ذلك أستغفر الله ) وكل ذلك لأجل عدم قطع الصلاة وإعادتها وبعد انتهائي من الصلاة اكتشفت أن عورتي تنكشف عند كل ركوع حيث انه يرتفع ردائي وتظهر ساقاي فاضطررت لإعادة الصلاة هل أنا بذلك أكون خرجت خارج الدين وزواجي أصبح باطل وعلي تجديده وكيف أخبر زوجي بذلك فأنا اشعر بتأنيب ضمير وأخشى أن نكاحي أصبح باطل وأصبحت كأني زانية ومرة نويت في قلبي أن لا أتردد في النطق بالتكبير وإلا فأنا لا أحترم وقوفي أمام الله عز وجل وربما أني نويت أن ذلك قد يجعلني كافرة وهذا داخل نفسي لم أنطق به ولكن قلت بلساني يا رب أنا ناويه ما قلته في نفسي ولكن عند التكبير خرج حرف قبل أن أكبر ثم بعده أجبرت نفسي على التكبير حتى لا أقع في الأمر هل هذا يخرجني من الدين وكذلك هل أذا فعلت ناقض من نواقض الإسلام بسبب الوسواس وتبت بعده مباشرة واستغفرت الله وتشهدت هل علي تجديد نكاحي أنا في ضيةه شديدة لا أحد سيستجيب لي ويوافق على تجديد النكاح سيظنون أني مريضه أو مجنونة لا أبي ولا زوجي مع العلم بأن زوجي رجل ممتاز والحمد لله وأنا أحبه جداً ! أريد أن أشعر بالراحة طوال الوقت يأتيني تأنيب ضمير بأن نكاحي باطل وأني زانيه ولو أنجبت أطفال سيكونون غير شرعيين ؟ ما العمل؟ وفِي نفس الوقت أعلم الأحاديث التي تنهى عن طلب الطلاق بلا سبب وأنه يحرم عليها رائحة الجنة أنا خائفة جداً ما العمل؟ آمل نصحكم وتوجيهكم؟ بتاريخ 20 / 8 / 1440 هـ
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فأوصيك بعدم الالتفات للوسواس، والإعراض عنه، ومخالفة ما يدعوك إليه، فإن الوسواس من الشيطان، ليحزن الذين آمنوا، وخير علاج له، هو الإكثار من ذكر الله تعالى، والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والبعد عن المعاصي والمخالفات التي هي سبب تسلط إبليس على بني آدم، قال الله تعالى: (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون) النحل/ 99.
فالشيطان حريص أشد الحرص على الهجوم على قلب المؤمن والمؤمنة بالوسوسة فيه لإفساده وإذهاب نوره ولن يتمكن من ذلك بإذن الله ما دام العبد متحصناً بذكر الله.
ثانياً: ما ذكرتيه أيها السائلة هو مصدره الوسوسة، فلا تلتفتي إليه، وليس له حلٌّ إلا الاستعاذة بالله من الشيطان وإهمال هذه الوساوس، وعدم الالتفات إليها ، وإذا لم تندفع هذه الوساوس بالاستعاذة ، وغلبت عليك حتى تلفظتي أو فعلتي ما لا تريدينه كان ذلك هو ” الوسواس القهري ” وهذه علَّة مرضية ينبغي طلب العلاج لها بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة ، وبالأدوية المباحة ، ولا مانع من مراجعة طبيب مسلم موثوق في دينه وعلمه الشرعي .
وكذلك إذا جرى على جوارح صاحب هذا الوسواس ما لا يستطيع دفعه ، أو قال بلسانه ما لا يستطيع منعه : فلا إثم عليه ، وهو معذور في الشرع ؛ لأن تكليفه وحاله هكذا من التكليف بما لا يطاق ، وهو ممتنع في الشرع ؛ لقوله تعالى : ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا ) البقرة/286 ، وقال تعالى : ( فّاتَّقٍوا اللّهّ مّا اسًتّطّعًتٍمً ) التغابن/16.
أسأل الله أن يذهب عنك ما تجدينه من الوسوسة، وأن يزيدنا وإياك إيماناً وصلاحاً وتقى.
والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.