السؤال رقم: (4889): هل القسم على الله عام لأي أحد؟

الجواب: الإقسام على الله ليس مشروعا، وقد يكون جائزًا أو محرمًا، بحسب الباعث عليه والمطلوب به، فإن كان الإقسام على الله صادرًا عن حُسنِ ظنٍ بالله تعالى رجاء رحمته فهو محمود وعليه يُحمل حديث أنس رضي الله عنه الثابت في الصحيحين أن الربيع عمته كسرت ثنية جارية، فطلبوا إليها العفو فأبوا، فعرضوا الأرش فأبوا، فأتوا رسول الله وأبوا إلا القصاص، فأمر رسول الله بالقصاص، فقال أنس بن النضر: يا رسول الله، أتكسر ثنية الربيع؟ لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها، فقال رسول الله: ” يا أنس، كتاب الله القصاص” فرضي القوم فعفوا، فقال رسول الله: “إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره”.

أما إن كان الإقسام على الله صادرًا عن عُجْبٍ بالنفس وتكبرٍ على عباد الله فإن ذلك محرم ومحبط للعمل لحديث جندب بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله عز وجل: من ذا الذي يتألى علىَّ أن لا أغفر لفلان إني قد غفرت له وأحبطت عملك” رواه البخاري

ولا شك أن السلامة أسلم على كل حال، ولزوم باب الافتقار، ودوام المسكنة لرب العالمين، هو الأليق بحال العبد، والأوجه له في مقام الدعاء والطلب من رب العالمين.