السؤال رقم: (4912): ماذا يقصد الأشاعرة عندما يقولون أنّ (أهل الحديث) مجسمة وأننا نثبت الكيف والكيفية؟

الجواب: الأشاعرة فرقة من المسلمين، وهم من أهل السنة والجماعة فيما وافقوا فيه أهل السنة في باب الاعتقاد وغيره، ولهم بعض الأمور التي خالفوا فيها أهل السنة ومنها قولهم بالتأويل في صفات الله جلّ وعلا.

فقد ذهب الأشاعرة إلى إثبات بعض الصفات كاليد، والعين، والنفس، والوجه، والاستواء على العرش، والنزول، والمجيء وغيرها، مع تأويلها عن المعنى المراد وظنوا أن ذلك تنزيه لله عز وجل عن مشابهة الحوادث، وشتان بين مشابهة المخلوق للخالق جلّ وعلا.

وأما أهل السنة والجماعة فإنهم يثبتون صفات الله عز وجل كما وردت بلا تأويل ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل، لقوله تعالى: “لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير” الشورى: 11

وهذا ما ثبت عن القرون الأولى من الصحابة والتابعين أنهم أثبتوا لله عز وجلّ ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، ونفوا عن الله ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم.

وقد وردت لفظة (مجسمة) في بعض كتب الأشاعرة ويعنون بذلك منهج أهل السنة في إثبات الصفات بلا تأويل، وزعموا أن عدم التأويل يقتضي التشبيه وهذا ليس بلازم، فالتشبيه إنما يكون في المتشابهات والأقران، وهذا لا ينطبق بحال على ذات الله جلّ وعلا.