السؤال رقم: (4943): ما معنى العلق؟ يقول بعض المترجمين أنه دم، لكن الأطباء يقولون أنه بعد أربعين يومًا لا يكون الجنين دمًا بالكامل، كيف نفهم هذا؟
الجواب: يقول الله تعالى: ” وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون: 12-14].
فهذه الآية الكريمة تبين مراحل خلق الإنسان، فقد “ذكر الله في هذه الآيات أطوار الآدمي وتنقلاته، من ابتداء خلقه إلى آخر ما يصير إليه، فذكر ابتداء خلق أبي النوع البشري آدم عليه السلام، وأنه (مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ) أي: قد سلت، وأخذت من جميع الأرض، ولذلك جاء بنوه على قدر الأرض، منهم الطيب والخبيث، وبين ذلك، والسهل والحزن، وبين ذلك.
ثُمَّ جَعَلْنَاهُ أي: جنس الآدميين (نُطْفَةً) تخرج من بين الصلب والترائب، فتستقر (فِي قَرَارٍ مَكِينٍ) وهو الرحم، محفوظة من الفساد والريح وغير ذلك.
(ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ) التي قد استقرت قبل (عَلَقَةً) أي: دما أحمر، وقيل هي الدم الغليظ المتجمد وهذا ما عليه أكثر المفسرين بعد مضي أربعين يوما من النطفة، (فخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ) بعد أربعين يوما (مُضْغَةً) أي: قطعة لحم صغيرة، بقدر ما يمضغ من صغرها.
(فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ) اللينة عِظَامًا صلبة، قد تخللت اللحم، بحسب حاجة البدن إليها، (فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا) أي: جعلنا اللحم، كسوة للعظام، كما جعلنا العظام، عمادا للحم، وذلك في الأربعين الثالثة، (ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ) نفخ فيه الروح، فانتقل من كونه جمادا، إلى أن صار حيوانا، (فَتَبَارَكَ اللَّهُ) أي: تعالى وتعاظم وكثر خيره (أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)
غير أن هناك من المغرضين ممن يفسرون اللفظ القرآني تفسيرًا علميًّا ويشككون في الكتاب والسنة حول خلق الجنين ومراحل تكوينه التي ذكر الله تعالى وبينه النبي صلى الله عليه وسلم، زاعمين أن المعنى اللغوي لمرحلة العلقة المذكورة في القران لا تفي بالتعبير فما الجنين في هذه المرحلة بدم متجمد، ولا رطب، ولا بدم شديد الحمرة، ولا يشبه الدم بذاته، ولا علاقة له به، وهم بذلك يخلصون على نفي اعجاز القران قي الإخبار عن مرحلة العلقة في خلق الجنين
فالواجب عليك أن لا تقرأ لهؤلاء المغرضين لأنهم بذلك يلقون عليك الشبه لتشكيكك في عقيدتك الإسلامية.