السؤال رقم: (4950): حول قول الله تعالى: ” وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ…”.
نص السؤال: كيف أخذ الله ميثاق النبيين قبل ما يخرجوا من بطون أمهاتهم كما في سورة آل عمران الآية (84)؟ هل الله خلق كل البشر الذين سيولدون قبل قيام الساعة في أول البداية بعد خلق آدم بزمن يسير؟
الرد على الفتوى
الجواب: هذه الآية وردت في سورة آل عمران الأية (81) وليست (84) كما ذكر السائل، قال تعالى: ” وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِين” آل عمران الأية (81)
والمعنى: أن اللَّهُ تَعَالَى حِينَ اسْتَخْرَجَ الذُّرِّيَّةَ مِنْ صُلْبِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَالْأَنْبِيَاءُ فِيهِمْ كَالْمَصَابِيحِ وَالسُّرُجِ، وَأَخَذَ عَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ فِي أَمْرِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم ولم يبعث الله نبيًّا إلاَّ أخذ عليه العهد في محمد عليه الصلاة والسلام وأمره بأنْ يأخذ العهد على قومه لَيُؤمننَّ به ولئنْ بُعث وهم أحياءٌ لينصرنَّه وهذا احتجاجٌ على اليهود قوله: (أأقررتم) أَيْ: قال الله للنَّبييِّن: أقررتم بالإِيمان به والنُّصرة له ( وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي ) أَيْ: قبلتم عهدي؟ (قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا) أَي: على أنفسكم وعلى أتباعكم (وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشاهدين) عليكم وعليهم.
والبشر كلهم خلقهم الله عز وجل في أصلاب آبائهم واستخرجهم وأخذ عليهم الميثاق كما في قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ”
وورد في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ اللَّهَ خلقَ آدمَ ، ثمَّ مَسحَ ظَهْرَهُ بيمينِهِ فاستخرجَ منهُ ذرِّيَّةً ، فقالَ : خلَقتُ هؤلاءِ للجنَّةِ وبعمَلِ أهلِ الجنَّةِ يعمَلونَ ، ثمَّ مسحَ ظَهْرَهُ فاستخرَجَ منهُ ذرِّيَّةً ، فقالَ : خلَقتُ هؤلاءِ للنَّارِ، وبعَملِ أهلِ النَّارِ يعمَلونَ . فقالَ الرَّجلٌ: ففيمَ العملُ يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: إنَّ اللَّهَ إذا خلقَ العبدَ للجنَّةِ استَعملَهُ بعملِ أهلِ الجنَّةِ حتَّى يموتَ علَى عملٍ من أعمالِ أهلِ الجنَّةِ فيُدْخِلَهُ اللَّهُ الجنَّةَ، وإذا خلَقَ العبدَ للنَّارِ استعملَهُ بعملِ أهلِ النَّارِ حتَّى يموتَ علَى عملٍ من أعمالِ أهلِ النَّارِ، فيُدخِلَهُ اللَّهُ النَّارَ” أخرجه الترمذي برقم (3075).