السؤال رقم: (5067) كيف الجمع بين النهي عن سب الدهر وبين قوله تعالى:”فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِر”؟

الجواب: قد ورد في الحديث القدسي: يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار. رواه البخاري.

معناه: أنا صاحب الدهر، ومدبر الأمور التي ينسبونها إلى الدهر، فمن سب الدهر من أجل أنه فاعل هذه الأمور، عاد سبه إلى ربه الذي هو فاعلها، وكانت عادتهم إذا أصابهم مكروه أضافوه إلى الدهر، فقالوا: بؤساً للدهر، تباً للدهر.

فالنهي عن سب الدهر، وهناك فرق كبير بين سب الدهر وبين وصفه: فالأول: يراد به العيب والعتب. والثاني: لا يراد به إلا البيان والخبر.

ولا تعارض بين هذا الحديث القدسي، وبين قوله تعالى: {فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ} [القمر:19]، إذ لا يراد به إلا البيان والخبر، فنحوسة هذا اليوم بالنسبة لهم لا إلى ذات اليوم، فمن المعلوم أن ذلك اليوم لم يكن نحساً على الصالحين، بل على الكفار من قوم عاد، وكان يوم نصر وتأييد للمؤمنين الصادقين. فهي إما وصف لما وقع فيها أو أخبار محضة عما جرى فيها.