السؤال رقم: (5107) قد جاء في آية كريمة أنه كان لسليمان تماثيل، وجاء في حديث أن التصوير مضاهاة لخلق الله، فكيف الجمع بينهما؟
الجواب: قال الله تعالي عن سليمان صلى الله عليه وسلم: {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ:13].
والآية، وإن كانت ظاهرة في أنهم كانوا يصنعون له التماثيل، من غير تقييد ذلك بصورة، دون صورة؛ فإن النص، مع ذلك محتمل لأن تكون هذه التماثيل صورًا لغير ذوات الأرواح، فيتوافق ذلك مع ما تقرر في شرعنا من تحريم تصوير ذوات الأرواح.
وإذا قدر أن هذه التماثيل كانت صورة لذوات الأرواح، كما هو ظاهر اللفظ في عمومه، فقد نسخ ذلك في حق هذه الأمة، بما تقرر في الشريعة من تحريم ذلك، إذ النسخ لا يدخل في باب الأخبار، بصفة عامة، كما قرره الأصوليون. ولا يدخل في أصول التوحيد، إنما يدخل على ما كان من فروع المنهيات والأوامر التي لها تعلق بالعقائد، وليست من أصولها، فهذه قد يدخلها النسخ، ومن ذلك حكم التصوير، وصنع التماثيل على التفصيل.