السؤال رقم: (5215) لماذا لم يحفظ الله الإنجيل كما حفظ القرآن الكريم. أعلم يقينًا بأن الله قادر على حفظ الإنجيل، ولكن؛ لماذا لم يحفظ الإنجيل كما حفظ القرآن؟
الجواب: لما كان النبي محمداً صلى الله عليه وسلم هو خاتم الرسل، والقرآن هو خاتم الكتب، تكفل الله بحفظ هذا الكتاب؛ إذ هو آية صدق نبينا صلى الله عليه وسلم، وأعظم شاهد على صحة نبوته ولا غرابة في ذلك، قال تعالى: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ.} {العنكبوت51}. وليكون حجة على المعاندين إلى قيام الساعة، ومحجة للسالكين على طريق الاستقامة والفلاح، وحفظ الله لكتابه من رحمته الواسعة التي شمل بها هذه الأمة فإنه تكفل هو بنفسه بحفظ القرآن، ووكل حفظ الكتب السابقة للأحبار والرهبان، فقصروا وخانوا الأمانة، ومن ثم تطرق إليها التبديل والزيادة والنقصان، كما قال تعالى عنهم: بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ. {المائدة: 44}.
وقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} . في هذا مع التنويه بشأن القرآن إغاظة للمشركين بأن أمر هذا الدين سيتم وينتشر القرآن ويبقى على مر الأزمان . وهذا من التحدي ليكون هذا الكلام كالدليل على أن القرآن منزل من عند الله آية على صدق الرسول صلى الله عليه و سلم؛ لأنه لو كان من قول البشر أو لم يكن آية لتطرقت إليه الزيادة والنقصان ولاشتمل على الاختلاف قال تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}. {النساء: 82}.
وأوصي السائل بعدم الانشغال بمثل هذه الأمور التي قد يكون لها آثار عليه؛ وعليه أن ينشغل بما ينفعه من العلم والعمل.