السؤال رقم: (5251) أحيانًا في يوم الجمعة يتداول البعض رسائل للتذكير بسنن يوم الجمعة كالصلاة على النبي ﷺ، وقراءة سورة الكهف، والدعاء في ساعة الإجابة، وكذلك البعض يرسل أدعية مثل جمعة مباركة، وطيّب الله جمعتكم بذكر الله، وما شابه، فهل هذا جائز؟
الجواب: أولًا: نشر السنن الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم لا ريب أنه من العمل الصالح المبرور -إن شاء الله-، ويشمل الفضائل الواردة في نشر العلم، ودلالة الناس على الخير، وقد يصل ذلك لمئات من الناس بضغطة زر واحد ، ومعلوم أن الدال على الخير كفاعله ، وأن من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ، لما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا ). أخرجه مسلم برقم (2674).
وما ورد عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ). أخرجه مسلم برقم (١٨٩٣).
فإذا كتب المسلم نصيحة، وأرسلها إلى مائة من الناس، فعمل كثير منهم بنصيحته، كان في ذلك أجرٌ عظيم له.
لكن مما يؤسف له أن بعض الناس وضع محفزات للنشر وخلط هذا العمل الصالح بآخر سيء، وهو الوقوع في نوع الدجل والباطل، كقوله: إذا أرسلتها سوف تسمع خبراً سعيدًا أو حمَّلتك هذه الأمانة أن ترسلها وتنشرها، أو أنك ستأثم إن لم تفعل ذلك، أو من لم ينشرها سيحصل له كذا وكذا، وهذا بدعة لا تجوز. وقد ظن هؤلاء أنهم بهذا يحملون الناس على نشر الخير، عن طريق ترغيبهم وترهيبهم، لكنهم أخطأوا وتجاوزوا، وكان عليهم أن يقتصروا على ما ورد به الشرع، وفيه الغنية ولله الحمد، كقولهم: إن من نشر هذا الخير، فيرجى له مثل أجر جميع من عمل به، وكفى بذلك محفّزا ومشجعا على النشر.
ثانيًا: لا شك أن يوم الجمعة يوم عيد للمسلمين ، لقوله صلى الله عليه وسلم : “إِنَّ هَذَا يَوْمُ عِيدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ لِلْمُسْلِمِينَ ، فَمَنْ جَاءَ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ ، وَإِنْ كَانَ طِيبٌ فَلْيَمَسَّ مِنْهُ ، وَعَلَيْكُمْ بِالسِّوَاكِ” رواه ابن ماجه وحسَّنه الألباني في “صحيح ابن ماجه” .لكن التهنئة به غير مشروعة ، لأن كون الجمعة عيداً كان معلوماً للصحابة رضي الله عنهم، وهم أعلم منا بفضيلته ، وكانوا أحرص على تعظيمه والقيام بحقه ، ولم يرد عنهم أنهم كانوا يهنئ بعضهم بعضاً بيوم الجمعة، والخير كل الخير في اتباعهم رضي الله عنهم.