السؤال رقم: (5260) الوساوس في العقيدة.
نص السؤال: أنا صاحبة فتوى أني أقول إن فعلت كذا أنا كافرة، بعض الأحيان أقوله صادقة ناوية الكفر عشان أمنع نفسي من الشي، فأنا صاحبة وسوسه تشتدّ بعض الأحيان فأقول أني قطعت الصلاة أنا كافرة ناوية الكفر حقيقه لكن يعني راح ارجع أسلم عشان أمنع نفسي من الإعادة. يا شيخ أنا فعلتها كثيرًا مرات بعد الصلاة يعني الصلاة تبقى في ذمتي ما أدري وش أقضي من الصلوات بعضها كاتبتها وبعضها ناسيتها والصيام قضيت صيامي قبل أقول التشهد على أساس أن هذا لا يكفر لم أكن أتوقع أن التعليق فقط يعني كفر ماذا افعل بصيامي وصلواتي هل أقضيها؟ مرات أقول إن قطعت الوضوء فراح أكفر حتى لو أسلم ٣٠ ألف مرة هل يقع الكفر ٣٠ ألف مرة حتى لو أسلمت؟
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أما بعد.
نحن نطمئنك أولاً -أيتها البنت الكريمة– أنك بخير -والحمد لله-، وأن إسلامك بخير، وأنك على خير كثير، فكراهتك لهذه الوساوس ونفورك منها دليل على سلامة في إيمانك، وصحة في إسلامك، ولكن أنت مأمورة بأن تأخذي بالأسباب التي تدفع عن نفسك هذه الوساوس، وهي أسباب سهلة ويسيرة.
أولًا: ألا تلتفتي إلى هذا الوسواس، ولا تعيريها اهتمامًا، فإنه كيد من الشيطان ومكر منه، يحاول به أن يُدخل الحزن إلى قلبك، ويكِّره إليك الطاعات والعبادات ليصرفك عنها، فردّي كيده في نحره، واصرفي ذهنك عن الانشغال بما يُوحيه إليك ويُمليه، واستعيني بالله على ذلك، وسيعينك سبحانه -وتعالى-.
ثانيًا: الاستعاذة بالله -تعالى- كلما عرض لك عارض من ذلك، فإذا سلكت هذا الطريق فإننا على ثقة تامة من أن الله -تعالى- سيدفع عنك هذا المكروه ويصرف عنك هذا السوء.
هذه هي النصيحة النبوية لمن ابتلي بشيء من الوسواس، قال -عليه الصلاة والسلام-: (فليستعذ بالله ولينتهِ) فاستعيذي بالله وانتهي عن الاسترسال مع الوسوسة، وستُشفين -بإذن الله تعالى-.
إذا حاول الشيطان أن يقول لك بأنك كفرتي أو أن صلاتك غير صحيحة أو أن صومك غير صحيح والواجب أن تفعلي كذا وكذا فلا تلتفتي لهذه الوساوس الشيطانية، ودعيه ينبح كما تنبح الكلاب ولا تعيدي شيئاً من صلاتك ولا صومك بل وأي شيء من العبادات.
وأما الوسواس بأنك قد كفرت أو غير ذلك؛ فإن هذا أيضًا مما يدل على أن الشيطان يكيد لك كيدًا عظيمًا لما يراه فيك من الخير والإيمان والصلاح، وخوفك كل هذا الخوف وذعرك من هذا الوسواس، دليل على وجود الإيمان في قلبك، ولذلك النبي -عليه الصلاة والسلام– قال لبعض الصحابة، الذين شكوا إليه أنهم يجدون في صدورهم من الوساوس الشيء القبيح، الذي يُفضل أحدهم أن يُحرق حتى يصير حممة، يفضل ذلك على ألا يتكلم بما يجده في صدره، فلما شكوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم– هذه الحال قال لهم: (ذاك صريح الإيمان) فجعل خوفهم من التكلم بمثل ذلك الوسواس الذي في صدورهم ونفورهم منه، دليلاً صريحاً على صحة إسلامهم وقوة إيمانهم.
ونحن نظن بك ذلك الظن، فلا تخافي، ولا تلتفتي إلى هذه الوساوس، وامضي في عملك، مستعينة بالله، واستعيذي بالله -تعالى- كلما حاول الشيطان أن يعترضك بشيء من ذلك الوسواس، وسيذهب عنك -بإذن الله تعالى– عن قريب.
والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.