السؤال رقم: (5280) والدتي تعاني من وسواس أكثر من ٢٠ سنة، ووسواس الحلف والنذر تراكم عليها لأكثر من ٥٠٠٠٠٠٠، وتريد أن تكفّرها، ما نصيحتكم لها جزاك الله خيرًا؟ وهل عليها إثم بتكفيرها؟
الجواب: أولاً: لا ينبغي للمسلم أن يكثر من الحلف بالله؛ لما في ذلك من الجرأة على الله سبحانه وتعالى، وعدم هيبته وتعظيمه، فقد قال الله تعالى: {وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ} [البقرة: 224]، وقال: {وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ}[المائدة: 89]، وجاء ذم كثرة الحلف في قول الله عز وجل: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ}[ {القلم:10].
ولذلك أنصح السائلة بالكف عن كثرة الحلف، كما أنصحها بألا تستسلم لوسوسة الشيطان، بل عليها أن تدفع عنها هذه الوساوس، ولا علاج لذلك أفضل من الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، والتوكل على الله والاستعانة به في دفع ذلك، مع التوبة إلى الله سبحانه وتعالى من كل ذنب.
ثانياً: أما هذه الأيمان التي وقعت من والدتك فلا بد فيها من التفصيل:
فإن كان ما حلفت من أيمان حنثت فيه تحت تأثير الوسوسة بحيث لا يمكنها دفعه فلا شيء عليها ـ إن شاء الله ـ لأنها في معنى المكره.
وأما إن كان حنثها لم يكن تحت تأثير الوسوسة، وكانت اليمين الثانية قبل التكفير عن اليمين الأولى كما هو الظاهر في السؤال، فهنا تلزمها كفارة واحدة، عن جميع الأيمان السابقة على القول الراجح من أقوال أهل العلم.