السؤال رقم (5329) ما حكم إخفاء العمل خوف الرياء؟
نص الفتوى: ما حكم قول عكس النية لتجنب المدح الزائد من الناس، وأيضًا لجعل العمل لوجه الله تعالى، مثال: أنا إذا قصرت ثوبي وقال لي أحدهم: لماذا أنت مقصر ثوبك؟ أقول له: إني لا أرتاح إذا أطلت ثوبي، وأنه يضايق حركتي، ولكن من داخلي أنا أقصر ثوبي لأنه واجب، وأنا لم أكذب فهو حقًا يضايقني في المشي.
الرد على الفتوى
الجواب: أولاً: الرياء أن يعمل الإنسان العمل ليراه الناس ويسمعوا به، فهذا هو الرياء المذموم، أما أن يفعل الإنسان العبادة لوجه الله، ثم يظهره الله تعالى للناس، فيُثني الناس على صاحبه بالخير، فهذا من عاجل بُشرى المؤمن، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه الإمام مسلم برقم (2642)، عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه أنه قال: (قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ فقال: تلك عاجل بُشرى المؤمن). يعني أنها البُشرى المعجلة له بالخير، وهي دليل على البشرى المؤخرة في الآخرة.
ثانياً: أما كونك تُسأل عن العمل فتجيب بخلاف ما في نيتك قلا حرج عليك في ذلك، ولكن كذلك لا يضرك إن أجبت بحقيقة الأمر ما دمت تقصد بعملك وجه الله تعالى، فهذا لا ينافي الإخلاص لله في العمل إلا إذا خشيت على نفسك الرياء.