السؤال رقم (5454) سمعت الشيخ الفوزان حفظه الله يقول: أن من اتهم أحد الصحابة بالزنا فقد كفر. وقد حصل لي إشكال، أليست المرأة الغامدية صحابية؟ وقد وقعت في الزنا ثم تابت، فكيف يكفر من اتهم صحابيًا بالزنا؟
الجواب: أولًا: مذهب أهل السنة والجماعة على أن الصحابة أفضل الخلق بعد الأنبياء، ويرون وجوب محبتهم وموالاتهم والترضي عنهم، فهم حملة الشريعة، وقادة الفتوحات، قال صلى الله عليه وسلم: (لا تسبُّوا أصحابي؛ فلوا أنَّ أحدكم أنفق مثل أُحُدٍ ذهبًا، ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه) أخرجه البخاري (3673).
ثانيًا: اتهام الصحابة رضوان الله عليهم بالفواحش هو من الطعن في الدين لأنهم نقلة الدين، وحملة الشرع.
ولا تعارض بين ما ذكرت وبين قصة الغامدية التي رجمها النبي صلى الله عليه وسلم لأن الاتهام هو توجيه التهمة بلا دليل، بخلاف الإدانة التي يثبت فيها الدليل.
وما حدث مع المرأة الغامدية أنها أقرّت بفعلتها هذه بعد أن تابت وحسنت توبتها، وفرق بين الاتهام والإقرار.
ولا يستقيم أبدًا رمي صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل هذا فسيرتهم العطرة، وزهدهم، وعبادتهم، ودماثة أخلاقهم، تنأى بهم عن مثل هذا فضلًا عن شرف الصحبة الذي اختصهم الله عز وجل به دون سائر العالمين.