السؤال رقم (5510) إذا كنت أستمني، ثم طرق والدي الباب، وأنا خفت، وتوقف عن العادة السرية أيضًا، ووقفت أيضًا خلف الباب حتى لا يفتح الباب والدي، فهل أنا خارج من الإسلام، وهل هذا شرك أكبر؟
الجواب: لا تخرج ذنوب الخلوات من التوحيد إلا ما كان كفرًا بالله تعالى، والشفاعة نائلة – إن شاء الله – من مات لا يشرك بالله شيئًا – سواء كانت لهم ذنوب خلوات أم لا –
ومن ارتكب ذنبًا في الخلوة أو غيرها ثم تاب منه واستغفر تاب الله عليه، ولم يؤاخذ به يوم القيامة، ومن لم يتب فإذا رجحت حسناته على سيئاته فهو من أهل الجنة, وإلا فأمره إلى الله تعالى: إن شاء عذبه بقدر ذنبه, وإن شاء عفا عنه.
وليس بصحيح أن ذنوب الخلوة من الشرك الذي يحبط العمل ، وإنما يكون ذلك في حق من تحقق فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا) قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا ، جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ ، قَالَ : (أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا) رواه ابن ماجه (4245) ، وصححه الألباني في “صحيح ابن ماجه”.
وهذا الحديث الشريف لا يتناول المسلم الذي تغلبه شهوته فيضعف عن مقام الإحسان، ومراقبة الله تعالى، فيقع في ما حرم الله، وهو مع ذلك منزعج القلب، مضطرب النفس؛ خوفا من سوء عاقبة الذنب، وغضب الرب جل وعلا، فيندم على فعله، ويحاول الإقلاع عن ذنبه، ويلوم نفسه، ويسعى في تحقيق توبة نصوح، وإنما يتناول أهل الرياء والنفاق.