السؤال رقم (5815) حكم وصل الشعر في حالة الصلع.

نص السؤال: السلام عليكم، جزاك الله خيرًا يا شيخ، أنا عندي تساقط في شعري من عشر سنوات وصار لي الآن خمس سنوات تقريبًا أعاني من الفراغات الكثيرة التي وصفها الأطباء بأنها صلع وراثي مع العلم أن أمهاتي وعماتي معروفين بكثافة الشعر وكثرته، هذا الصلع شوهني جدًا وأخذ نصف جمالي مهما تجملت ينقصني الكثير بسبب صلع رأسي، لا أستطيع أن أحضر أي مناسبة أو أواجه الناس بشكلي العادي، أتعب في تغطيته وما يظهر بالشكل الجمالي يظهر واضحًا أني وضعت كحل لتغطية الصلع حتى عند ذهابي للمشاغل يتعبون في عمل التسريحة لي بسبب قلة شعري وفراغاته الكثيرة حتى أواجه والله العظيم مشكلات كبيرة في التجمل عند زوجي في بيتي شعري كان نصف جمالي وأنا في الثلاثينات من عمري، ذهبت لطبيب شعر مختص وقال أنه وصلت لمراحل متأخرة من الصلع الوراثي، ونسبة أنه يرجع ينبت الشعر من جديد بنسبة ٣٠٪ طبيب آخر مختص في علاج الشعر أخبرني بأن حتى الزراعة لا تنفع لحالتي لأن المنطقة المانحة ضعيفة ولا يستطيع أن يأخذ منها شعر ويزرعه في مكان الفراغات

سؤالي: هل تركيب الشعر ووصله بشعري مباح وجائز في حالتي؛ لأني سوف أستخدم هذا الوصل للضرورة ولإزالة عيب، سؤالي عن الوصل وليس الباروكة؛ لأن الباروكة ما تعطي منظر جميل مثل وصل الشعر؛ لان الباروكة تكون فقط للمناسبات وفي بيتي سوف أخلعها خاصة وقت النوم وبكذا ما عالجت مشكلتي في التجمل لزوجي.

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

فتركيب الشعر ووصله هو من وصل الشعر المنهي عنه، والملعون فاعله فَعَن مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنهما أنه تَنَاوَلَ قُصَّةً مِنْ شَعَرٍ كَانَتْ بِيَدِ حَرَسِيٍّ ثم قال وهو على المنبر : أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْ مِثْلِ هَذِهِ وَيَقُولُ : (إِنَّمَا هَلَكَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ حِينَ اتَّخَذَ هَذِهِ نِسَاؤُهُمْ) ، رواه البخاري (5477) ومسلم (2127).

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : “لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَة “َ رواه البخاري (5937) ومسلم (2122). .

لكن أباح بعض أهل العلم لمن سقط شعرها أن تتداوى ولو بزراعة الشعر، وعللوا لجوازه بأن هذا ليس  من تغيير خلق الله ، بل هو معالجة لرد ما خلق الله تعالى .

جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في دورته الثامنة عشرة في ( ماليزيا ) من 24 إلى 29 جمادى الآخرة 1428هـ ،الموافق 9– 14تموز ( يوليو )2007م ، بشأن عمليات التجميل ، في بيان ما يجوز منه : ” إصلاح العيوب الطارئة (المكتسبة) من آثار الحروق والحوادث والأمراض وغيرها ، مثل : زراعة الجلد وترقيعه ، وإعادة تشكيل الثدي كلياً حالة استئصاله ، أو جزئياً إذا كان حجمه من الكبر أو الصغر بحيث يؤدي إلى حالة مرضية ، وزراعة الشعر حالة سقوطه خاصة للمرأة ” انتهى .

وعليه فإن كان الحال على ما وصفته السائلة من  تساقط شعرها بحيث أصبح صلعاً بيناً وعلى وجه لا يرجى معه أن يعود ، فإن وصله في مثل هذه الحال لا بأس به ، لأنها في الحقيقة ليست لإضافة تجميل ، ولكنها لإزالة عيب ، وعلى هذا فلا تكون من باب الوصل الذي لعن النبي صلي الله عليه وسلم فاعله ، فقد (لعن الواصلة والمستوصلة) والواصلة هي التي تصل شعرها بشيء ، لكن هذه المرأة في الحقيقة لا تشبه الواصلة ، لأنها لا تريد أن تضيف تجميلاً ، أو زيادة إلى شعرها الذي خلقة الله تبارك وتعالى لها ، وإنما تريد أن تزيل عيباً حدث ، وهذا لا بأس به ، لأنه من باب إزالة العيب ، لا إضافة التجميل ، وبين المسألتين فرق.