السؤال رقم (5825) حكم الوسواس في الطهارة.

نص السؤال: السلام عليكم مساك الله بالخير يا شيخ، يا شيخ عندي استفسار: أنا أصبت من ثلاث شهور بوسواس في الطهارة والصلاة والوضوء وسابقًا كان فيني سلس بعد التبول بوقت يكون فيه خروج قطرات لكني لم أفكر في الأمر وشفيت منه الحمد لله، لكن الآن يبدو أنه رجع لي الآن أذهب لدورة المياه قبل الآذان أو بعد الآذان وأتأكد بعد التبول من خروج جميع القطرات وحتى بعد خروجي أقوم بالجلوس والسجود والركوع والتأكد من خروج كل القطرات إلى أن تحين الصلاة، ولكن ما أن ألمس الماء وأتوضأ يخرج، وأحيانًا لا يخرج في الوضوء ولكن يخرج أثناء الصلاة، وفي بعض الأحيان يخرج بول بسبب انتفاضة في الجسم بسبب خوف داخلي من خروج شيء إلى أن أصبح لا يكاد صلاة تمر إلا ويخرج فيها ولكن خارج الصلاة لا يخرج شيء وأعيد الصلاة أكثر من مرة إلى أن أتأكد وهذا يستمر في بعض الأحيان أكثر من ساعة. فهل يجب عليّ إعادة الصلوات أو أكتفي بمرة واحدة وآخذ حكم سلس البول؟ علمًا بأن خروج البول فقط يكون في أوقات الوضوء أو الصلاة لكن خارجها لا يخرج أو قليل جدًا جدًا حالات خروجه فماذا علي؟

 

الرد على الفتوى

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

فأولًا: ما ذكرته أيها السائل من الشك في الوضوء هو وسوسة ظاهرة، وهي مدخل من مداخل الشيطان يؤذي بها المؤمن، حتى يفسد عليه عبادته، فيصبح الوضوء والصلاة عنده همّا وكربا ومعاناة، بدل أن تكون مبعث سعادة واطمئنان وراحة قلب.

وعلاج الوسوسة في أمرين يسيرين، هما: الاعتصام بذكر الله تعالى، وعدم الالتفات إلى الوسوسة، ومعنى عدم الالتفات: أن تتوضأ مرة واحدة، وتشرع في صلاتك، ولا تبالي بما ينتابك من شك، فمهما شككت بشيء فأرجعه إلى الوسوسة، وهي شك ووهم لا حقيقة له ولا يقين. وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا العلاج بقوله في شأن من تأتيه الوسوسة: (فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ) رواه البخاري ومسلم.

أما الاسترسال مع الوسوسة، واتباع ما توحي به، فهذا يوقع الإنسان في الحرج والمشقة والهم والكرب.

ثانيًا: إذا كنت لا تجد أثرًا لما ذكرت من خروج البول بعد الوضوء، فلا تلتفت لتلك الوساوس، ولا تبالغ في التفتيش عن هذا، وابنِ على الأصل وهو الطهارة.

أما إذا وجدت أثرًا للبول في ملابسك، فأنت في حكم من به سلس البول، فتتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها، وتصلي ما شئت من النوافل، ولا تلتفت لما ينزل منك بعد ذلك.