السؤال رقم (5827) السلام عليكم، هل يجوز دعائي يا رب إذا لي نعيم بالجنة عجل لي به بالدنيا أستمتع به أنا وأولادي من كثر ما عانيت أنا وأولادي من ضيق العيش والحاجة وما بيدي شيء لهم غير الدعاء؟
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فأولًا: المشروع للمؤمن أن يسأل الله عز وجل من خيري الدنيا والأخرة، ويوقن بالإجابة والفرج، ويحسن الظن بربه، فلا يشقي مع الدعاء أحد، قال تعالى: (وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا)
ثانيًا: أخبر الله عز وجل أن الدنيا ممرًا للآخرة، وليست مقرًا، وأن الإنسان فيها في عناء دائم، قال تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَد) فلا تحلو ولا تصفو إلا بطاعة الله عز وجل، والقرب منه، والصبر على الابتلاءات والمحن، قال تعالى: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتِرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ).
ثالثًا: المشروع للمسلم أن يرجو ما عند الله عز وجل من الأجر والثواب، ويسأله الجنة ونعيمها، فهذا هو النعيم الحقيقي، أما نعيم الدنيا فهو مشوب بكدر وإلى زوال.
قال تعالى: (مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ).
والحاصل أنه لا يجوز لك الدعاء بما ذكرت، وإنما المشروع أن تسألي الله عز وجل من خيري الدنيا والآخرة، وأن تصبري على ملمات الدنيا، ففيها الأجر بالصبر والاحتساب.