السؤال رقم (5938) الله هو مدبر الأمور وحده، ومدبر المخلوقات، فكيف الجمع بين تدبير الإنسان بعض الأمور مثل: تدبير وقته، تدبير أمور زوجته من إعانتها؟
الجواب: الواجب على المسلم أن يعتقد أن الله عز وجل هو وحده مدبر الكون وخالقه، فلا يكون شيء في الكون إلا بتدبير الله عز وجل ومشيئته وإرادته، قال تعالى: (قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ).
ولا مانع من نسبة التدبير للمخلوق، ولا تعارض بين تدبير المخلوق وتدبير الخالق سبحانه؛ لأن تدبير الله عز وجل شامل لجميع ما في الكون من مخلوقات، أما تدبير المخلوق فهو من تدبير الله عز وجل أصلًا، وقد أناطه سبحانه وتعالى بالمخلوق، وهو تدبير قاصر بما تحت يده، وعليه يقوم مبدأ الثواب والعقاب.
فما ذكره السائل من تدبير الإنسان لأمور معيشته أو أهل بيته، أو تدبير وقته، هو مما أناط الله عز وجل بالإنسان تدبيره، قال صلى الله عليه وسلم: (كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مَسْؤولٌ عن رعيَّتِه) فحيث أن الله سبحانه أناط بالإنسان القيام بمسؤوليته داخل بيته، فقد أناط سبحانه وتعالى للإنسان تدبير أمر رعيته بما يعود بالنفع عليهم.