السؤال رقم (5948) تنتشر أبيات فيها وصف الرسول صلى الله عليه وسلم ضمن ذلك قولهم: (وبكفّه فاض السلام عميمًا) فهل يجوز هذا الوصف؟

الجواب: أولاً : مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، والثناء عليه بالشعر والنثر، وفي الخطب والمواعظ والدروس كل ذلك جائز حسن، ما لم يشتمل ذلك على محظور شرعاً، ومن ذلك أن يشتمل المديح للنبي صلى الله عليه وسلم على وصف لا يليق إلا بالله تبارك وتعالى كما لو قال يا مفرج الهم والكرب ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: ” لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله ” رواه البخاري .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية يرحمه الله في الفتاوى 1/96: ” فمن توهم في نبينا أو غيره من الأنبياء شيئاً من الألوهية والربوبية فهو من جنس النصارى.

ولهذا لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم جويريات يقلن: (وفينا نبي يعلم ما في غد) قال: ” دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين ” رواه البخاري من حديث الربيع بنت معوذ”. وقال أيضاً شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالة التوحيد: 1/71 : “وقد دل الحديث على أنه لا يصح أن يعتقد الإنسان في نبي أو ولي أو إمام أو شهيد أنه يعلم الغيب، حتى لا يصح هذا الاعتقاد في حضرة الرسول صلوات الله وسلامه عليه، ولا يصح أن يمدح بذلك في شعر أو كلام أو خطبة. أما ما اعتاده الشعراء من المبالغة والإسراف في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأنبياء والأولياء والعلماء والمشايخ أو الأساتذة فتخطوا في ذلك حدود الشرع” انتهى.

فالحاصل أن مدحه صلى الله عليه وسلم حسن، ما لم يشتمل على غلو أو كذب.

ثانياً: أما ما ذكره السائل فهي أبيات يقول فيها ناظمها:

نور أطل على الحياة رحيماً   وبكفّه فاض السلام عميماً

لم تعرف الدنيا عظيماً مثله    صلّوا عليه وسلّموا تسليماً.

فهذه الأبيات لا أرى بها بأساً فكل هذه المعاني المذكورة هي في الحقيقة حق في حق النبي صلى الله عليه وسلم.