السؤال رقم (5982) هل صحيح أنه بعد ختم القرآن تعود وتقرأ الفاتحة والخمس آيات الأولى من سورة البقرة؟

الجواب: اختلف العلماء في حكم ما يعتاده كثير من القراء عند ختم المصحف من الشروع في ختمة جديدة، وذلك بالرجوع إلى سورة الفاتحة وقراءتها مع الآيات الخمس الأول من سورة البقرة فقط، فقال بعضهم بمشروعية ذلك العمل، واستحبابه. وهو ما ذهب إليه القراء ونص عليه بعض العلماء.

وقيل بالمنع وعدم الاستحباب، نص عليه الإمام أحمد رحمه الله، قال ابن قدامة رحمه الله في المغني (1/838) :(قال أبو طالب: سألت أحمد إذا قرأ : ( قل أعوذ برب الناس ) يقرأ من البقرة شيئا ؟ قال: لا. فلم يستحب أن يصل ختمته بقراءة شيء، ولعله لم يثبت فيه عنده أثر صحيح يصير إليه) انتهى.

وهذه المسألة هي مسألة اجتهادية، وليست من المسائل القطعية؛ فمن صحّ عنده أنّ السلف كانوا يفعلون ذلك، أو اعتقد صحة الحديث الوارد فيه: فإنه لا يُبدّع ولا يُضلّل ؛ بل لا يُنكر عليه .

وهكذا من ترجح عنده القول بعدم مشروعية ذلك وعدم استحبابه، فإنه لا يُنكر عليه؛ بل إن الإمام ابن الجزري ، رحمه الله، وهو من القائلين بمشروعية ذلك، يقول كما في كتابه النشر في القراءات العشر ص (704) :(وعلى كل تقدير فلا نقول: إن ذلك لازم كل قارئ، بل نقول كما قال أئمتنا فارس بن أحمد وغيره: من فعله فحسن، ومن لم يفعله فلا حرج عليه) انتهى.