وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد دلت النصوص الشرعية من الكتاب والسنة على أن هناك عذاباً في القبر لعصاة المسلمين والمنافقين والمشركين، والدليل على ذلك قوله تعالى [وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ](غافر)، ففي هذه الآية أثبت الله تعالى أن لفرعون وآله عذاباً في البرزخ ما بقيت الدنيا، حتى إذا قامت القيامة عذبوا أشد العذاب بلا تخفيف عنهم.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته في الرجلين اللذين مر عليهما (إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة..).
وفي الحديث الذي رواه مسلم أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم انتهى إلى المشركين الذين قتلوا في غزوة بدر فوقف عليهم وقال (يا فلان ابن فلان، ويا فلان بن فلان هل وجدتم ما وعدكم الله ورسوله حقاً فإني وجدت ما وعدني الله حقا، قال عمر: يا رسول الله كيف تكلم أجساداً لا أرواح فيها، قال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا عليّ شيئاً). وحديث البراء بن عازب في عذاب القبر وغير ذلك من الأدلة على أن هناك عذاباً لأهل القبور، لكن ليس لأحد من البشر أن يزعم سماعه لهذه الأصوات حيث أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن عذاب القبر يسمعه من على وجه الأرض إلا الإنس والجن.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.