السؤال رقم (1039) : معنى حديث:جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء في غير خوف ولا مطر

نص الفتوى: فضيلة الشيخ.. عبد الله بن محمد الطيار.. حفظه الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فآمل الإجابة عن معنى هذا الحديث حيث أنني سمعته في إذاعة القرآن الكريم على الرغم من علمي أنه لايجوز الجمع إلا من عذر .. وجزاكم الله خيرا .. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة في غير خوف ولا مطر، وفي حديث وكيع قال: قلت لابن عباس: لم فعل ذلك؟ قال:كي لا يحرج أمته، وفي حديث أبي معاوية قيل لابن عباس:ما أراد إلى ذلك؟ قال: أراد أن لا يحرج أمته(رواه مسلم).

الرد على الفتوى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاعلم أخي الكريم أن هذا الحديث لا يخالف الأحاديث الصحيحة الصريحة الدالة على تحريم الجمع بين الصلاتين من غير عذر شرعي، بل هو محمول على ما يوافقها ولا يخالفها لأن سنة النبي صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية يصدق بعضها بعضاً، ويفسر بعضها بعضاً، ويحمل مطلقها على مقيدها، ويخص عامها بخاصها، وهذا الحديث محمول على أنه صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة لسبب يقتضي رفع الحرج والمشقة عن الصحابة في ذلك اليوم، إما لمرض عام، وإما لدحض، وإما لغير ذلك من الأعذار التي تحصل بها المشقة على الصحابة ذلك اليوم، وهذا العمل من النبي صلى الله عليه وسلم حصل منه مرة واحدة، وهذا يبين أنه جمع الصلوات لئلا يحرج أمته.
ومثال ذلك: طبيب جراح يعمل من الساعة الثامنة صباحاً إلى الساعة الرابعة مساءً، ودخل غرفة العمليات لإجراء عملية جراحية لأحد المرضى، فدخل وقت الظهر وهو في غرفة العلميات ولم يستطع أداء الصلاة في وقتها لأن حالة المريض لا يمكن أن تترك هكذا، فلما انتهى من العملية أُذن لصلاة العصر، فهذا يجوز في حقه الجمع بين الصلاتين، وهذا العذر ليس خوفاً ولا مطراً ولا سفراً، وغير ذلك من الأمثلة التي فيها رفع الحرج عن أمة النبيصلى الله عليه وسلم، والله أعلم. وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.