الأولى لك الصلاة مع هؤلاء وعدم ترك الجماعة، وإن تيسر لك أن تؤمهم أنت فاحرص على ذلك واجتهد في دعوتهم ودلالتهم على الحق من غير أن تجر لنفسك أذى.
واعلم أن صلاتك مع هؤلاء جماعة أفضل من صلاتك في منزلك اللهم إلا إن كان بإمكانك الصلاة في مكان آخر جماعة ولو كان بعيداً، وأنا أجزم يقيناً أن مع النية الصادقة والمتابعة الجادة والحرص على هدايتهم سيكون التوفيق حليفك.
أما ما عند هؤلاء من أخطاء وبدع فلا أثر له عليك فإساءتهم لأنفسهم ولا يؤثر على صلاتك معهم والله _جل وعلا_ يقول: (وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) (البقرة:43)، ويقول _صلى الله عليه وسلم_:
أجب لا أجد لك رخصة”، ويقول: “فأخالف إلى أقوام لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم…” الحديث، ويقول: “لا صلاة لجار المسجد إلا بالمسجد” والمساجد لم تبن إلا للصلاة فيها ولو صلى كل شخص في بيته لما تحققت أسرار تشريع صلاة الجماعة من الوحدة والقوة والتآلف والتكاتف والتعاون والطاعة والانضباط وإغاظة الأعداء وغيرها تقبل الله منا ومنك وسدَّد على طريق الحق خطاك ووفقك الله لخيري الدنيا والآخرة.
وصلى الله على نبينا محمد.