الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأما بالنسبة للأمر الأول: فيجوز لكم تأخير الصلاة بعض الوقت؛ ما دام أن هناك حالات تحتاج لإسعافها وإنقاذها، وأنتم على خيرٍ _إن شاء الله_ لقول الله _تعالى_: (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) [المائدة: 32] فإذا تم إسعاف الحالة صليتم في محلكم الذي أنتم فيه، ويمكنكم تقسيم أنفسكم إذا تيسر ذلك، بحيث يصلي بعضكم، ثم يصلي الباقون بعدهم؛ بحيث لا يخرج وقت الصلاة.
وأما الأمر الثاني: فإذا كنتم في وقت الدوام ومطلوبٌ منكم ألا تتركوا مكان العمل؛ تحسباً لحالات الطوارئ _ فلا حرج عليكم أن تصلوا في محل العمل الظهر جماعة، وتسقط عنكم الجمعة؛ لقوله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) [التغابن: 16] ونصيحتي لكم الحرص على طاعة الله _تعالى_ وعدم التفريط في حقٍ من حقوقه؛ فحق الله _تعالى_ من أعظم الحقوق.
وفقكم الله لكل خير، وأعانكم على عملكم، وجعل ما تقومون به في موازين حسناتكم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.