السؤال رقم (1521) : حول حديث (لاتبع ما ليس عندك)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا تبع ما ليس عندك)، والآن الوضع مختلف،حيث أن التاجر الآن يستطيع بواسطة الهاتف الاتصال بأسواق العالم في أسرع وقت وشراء ما يريده، وحجزه في الوقت الذي يحدده، كيف نوفق بين نهي النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الوضع؟
الرد على الفتوى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد علم من نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الغرر والحصاة هو وجود الجهالة فيه، وحيث أن الناس في الغالب ـ وهو السائد حالياً ـ أنهم لا يتبايعون إلا إذا رأى المشتري السلعة التي يريد شراؤها ويتفق مع البائع على سعرها، فإن الشخص بعد ذلك ـ أي المشتري ـ يطلب ما يريده من البائع إذا تمت المعاملة الأولى بصدق ووضوح، وهذا لا حرج فيه لأن المشتري قد اعتمد على رؤيته للسلعة المباعة، وانتشار وسائل الاتصال بين الناس قد سهل لهذه المعاملات أن تتم بيسر وسهولة.
وأما إن كان الشراء عن طريق الهاتف أو غيره بدون رؤية السلعة المشتراة ولا وصف منضبط لها فهذا من الجهالة والغرر لأنها في الغالب لا تتم، وإن تمت في بعض الأحيان فيحصل من جرائها أخطاء، إما لفساد السلعة، أو تغيير لسعرها، أو عدم استلام المشتري لها.
وفقنا الله وإياك للعلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .