السؤال رقم (1530) : أصول التعامل مع الكفار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما هي أصول التعامل مع غير المسلمين؟ وما هو فقه الجهاد؟ وأرجو توضيح مفهوم الجهاد.

الرد على الفتوى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فقد عني الإسلام بالعلاقات بين الناس وفصّل الحقوق والواجبات لكل صنف منهم حسب قربهم وبعدهم من الشخص سواء أكانوا مسلمين أو غيرهم.
فشرع منهجاً وسطاً في التعامل مع غير المسلمين يقوم على العدل والتسامح، بعيداً عن الغلو والتفريط، لقد حرّم الله ظلم الكافر، وشدّد على ذلك، وأوجب العدل والإنصاف في التعامل معه، قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون” [المائدة: 8].
وعلى ذلك فلا يجوز الاعتداء عليه في نفسه، أو ماله، أو عرضه، بل يعيش آمناً، وعليه أن يلتزم بما اتفق المسلمون معه عليه ولا يخل بذلك.
وقد ضرب رسولنا صلى الله عليه وسلم- منهجاً رائعاً في التعامل مع غير المسلمين في المجتمع المدني ووجدوا من سماحة الإسلام ويسره ما لم يجدوه في دياناتهم.
أما الجهاد فهو مشروع في كل زمان ومكان حسب قوة المسلمين وضعفهم وتسلّط أعدائهم عليهم، وهو على نوعين: جهاد الطلب، وجهاد الدفع.
وجهاد الطلب في هذه الأوقات غير مستطاع لضعف المسلمين وقوة أعدائهم، فيبقى جهاد الدفع، فكل عدو يتسلّط على ديار المسلمين ينبغي على أهله أن يدافعوا عنه بقدر ما يستطيعون، فإن كان لهم دولة تنظم شؤونهم وترعى مصالحهم فيجب عليهم أن يتركوا الأمر لها ترتب مصالح البلاد والعباد حسب إمكاناتها، ولا ينبغي التفرق والخلاف؛ لأن ذلك يضعف شوكة البلاد ويسهِّل تسلط الأعداء عليها.
وليعلم السائل أن هذه الأمور محكمة دقيقة لا يسوغ فيها اتباع الهوى أو بناء الأحكام على العواطف، فمثل هذه الأمور هي التي أوقعت كثيراً من البلاد الإسلامية في الحرج والخلاف والتناقض في التعامل مع الغير، فالزم غرز العلماء وأهل الرأي في بلدك واحذر من الاعتماد على عقلك أو عاطفتك أو الأخذ بفتوى غير المؤهلين علمياً، واعلم أن هذا الزمان زمن الفتن والسلامة لا يعدلها شيء. وفقك الله لخيري الدنيا والآخرة. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.