السؤال رقم (1567) : حكم الأموال التي كسبتها عن طريق المتاجرة بمال القرض الربوي.
السلام عليكم.. أخذ قريب لي قرضاً من البنك بغرض العمل، فكان عليه أن يدفع 12% فائدة على القرض الذي أخذه، قال لي أنه قد حصل على فائدة كبيرة حتى أنه يمكن أن يرد القرض في سنة واحدة، ولكنه يسأل: إنني أدفع فوائد على القرض، فهل يعتبر ما كسبه حرام؟ فإذا سددت ذلك القرض واستمر عملي من تلك الأموال التي كسبتها من ذلك القرض، فهل ستبقى أموالي حرام لأن أصلها كان مأخوذاً على أساس قرض الفائدة؟ إنني مشوش الفكر من هذا الموضوع، أرجو توضيح ما إذا كان كسبه سيكون حراماً حتى بعد سداد القرض؟ وجزاكم الله خيرا.
الرد على الفتوى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد: فقد حذر المولى جل وعلا من الربا ومن التعامل به، وتوعد من يتعامل به بالحرب من الله ورسوله، قال تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ)(البقرة:278، 279)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:{لعن الله آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه}(متفق عليه).
وعلى ذلك فجب على هذا الشخص الذي اقترض هذا المال أن يرده سريعاً إلى البنك كي يتخلص منه، وما تبقى من هذا المال الذي تعامل به لا حرج عليه في أخذه والتعامل به فيما أحل الله تعالى، وعليه أن يتقي الله مستقبلاً فيما يأخذ ويعطي، فالله جل وعلا طيب لا يقبل إلا طيبا، كما روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:{إن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال:(يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً)، وقال:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟(رواه مسلم). فينبغي للمسلم أن يحرص على الرزق الحلال الطيب فهو بركة عليه في الدنيا والآخرة.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد