السؤال رقم (1304) : توجيه لأولياء الأمور الذين يتركون أولادهم يلعبون أثناء صلاة التراويح…
فضيلة الشيخ: عبد الله بن محمد الطيار.. وفقه الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: يعمد بعض الجماعة ـ سواء في هذا المسجد أو غيره ـ إلى الذهاب للصلاة في مساجد مجاورة لأسباب منها: صوت إمام المسجد المقصود، أو الهدوء في المسجد، أو الالتزام في الوقت أو لأسباب أخرى، وخصوصاً في صلاة التراويح، ومع ذلك يتركون أولادهم في البيوت، ومنهم من يبكر طلباً لمزيد من الأجر، وهؤلاء الصغار في ظل غياب أولياء أمورهم دائماً نراهم يلعبون حول المسجد، ويتعبون إمام المسجد بملاحقتهم، وإذا دخلوا المسجد آذوا المصلين باللعب، فماذا يقال لهؤلاء؟
الرد على الفتوى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) والأب مسؤول أمام الله عن أولاده، يجب عليه أن يعتني بهم، وأن يقوم على تربيتهم وتأديبهم كما أمر الله سبحانه وتعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم بقوله:(مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر..) وأكثر الأبناء لم يفسدهم إلا غفلة الآباء وإهمالهم واستسهالهم شرر النار بين الأولاد، فكم من أب عرّض ولده لهلاك الدنيا والآخرة بسبب تفريطه معه، وعدم الأخذ بيده، والأب الذي يذهب لمسجد آخر ويترك أولاده في الحي يعبثون ويلعبون ويؤذون المصلين ممن فرط في تربية أولاده وهو ممن يعين على أذى المؤمنين، قال تعالى[وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً](الأحزاب)، فالذين يؤذون المؤمنين بغير ما اكتسبوا عرضة للعقوبة، وكم من ولد حلت عليه دعوة رجل عابد تقي بسبب عبثه وإيذائه، ووالد هذا الولد في مسجد آخر لا يعلم عن ولده شيئاً، وأنا أقول لهذا الأب الذي يذهب لغير مسجد الحي ما الذي يمنعك أن تصطحب أبنائك معك وتجعل الناس يسلمون من شرهم، إن بقائك عند أولادك وكف شرهم عن الناس أفضل من تتبعك لصوت حسن أو مسجد أكثر ترتيباً أو أسرع في أداء الصلاة، فليتقي الله الآباء وليعتنوا بأبنائهم، فمعظم أئمة المساجد وجماعتهم يشتكون من هذا الأمر في شهر رمضان خاصة، والمسؤولية عظيمة وكبيرة، وعلى إمام المسجد أن يرتب من جماعته من يتابع هؤلاء الأطفال، وإذا ثبت لديهم عبث أحد أو لعبه أبلغوا عنه أباه وخوفوه بالله، فإما أن يصحبه معه أو يبقى في مسجد الحي ويصلي مع جيرانه، أسأل الله بمنه وكرمه أن يبلغنا شهر رمضان وأن يعيننا على صيامه وقيامه، وأن يصلح لنا ذرياتنا وذريات المسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.