السؤال رقم (1346) : ينتابني وسواس بخروج المذي فماذا أفعل؟.

نص الفتوى: السلام عليكم.. يا شيخ بدأ معي وسواس بخروج المذي فقرأت في موقع إسلام ويب الفرق بين الرطوبة التي تخرج من المرأة والمذي أن كل ما يخرج من المرأة بعد التفكير بشهوة فهو مذي، فأصبحت حينما أستنجي تأتيني أفكار سيئة فتعبت من نضح الثياب فخصصت ثوباً للصلاة وثوباً لبقية اليوم وأغسل نصف جسمي قبل الوضوء لكن لا أستطيع إذا زرت أقاربي أن أغسل نصف ثوبي لأني أصاب بالحرج أو أن أصلي في المسجد التراويح أو في الحرم أو أسافر لأنني عندي أنه يصيب ثيابي وينتقل لعبائتي وفكرت أن ألبس فوطة وأعتبره كالاستحاضة لكن أقول أنه يختلف عنها لأنه ليس مستمر كل الوقت.. ماذا أفعل؟ أريد أن أتوضأ مثل الناس لكل صلاة وأرتاح بدون تغيير ملابسي لكل فرض.

الرد على الفتوى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الله تعالى قد رفع العنت والمشقة عن عباده، ويسر عليهم كل طاعة، قال تعالى: [لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا](البقرة الآية286)، وقال [فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ](التغابن الآية16).
وقال صلى الله عليه وسلم (ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم…) (رواه البخاري ومسلم).
وعل ذلك فإني أوصيكِ بترك تلك الوساوس والخطرات التي تؤثر عليكِ في عبادتكِ، واعلمي أن كل بني آدم يصيبهم ما أصابك سواء كانوا رجالاً أو نساء، فالمذي من أكثر ما يتعرض له الرجال والنساء لكونه يرتبط بالشهوة التي هي بطبيعتها جبلة في كل إنسان.
ومن أيسر الطرق في علاج هذا الأمر غسل محل النجاسة سواء كان في الفرج، أو الثوب، وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمن سأله عن المذي (توضأ وأغسل ذكرك)(رواه البخاري)، وفي رواية مسلم (يغسل ذكره ويتوضأ)، وفي رواية (توضأ وانضح فرجك).
وأما ما يصيب الثوب فقد قال صلى الله عليه وسلم (يكفيك أن تأخذ كفاً من ماء فتنضح به ثوبك حيث ترى أنه أصاب منه)(رواه الترمذي).
وقد قال بعض أهل العلم: يجزئه النضح، وقال آخرون: لا يجزئ إلا الغسل، فإن نضحتِ فلا حرج وإن غسلتِ فلا حرج، والأمر فيه سعة.
وعليك بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم لأنه هو الذي يوسوس لك في عبادتكِ ويريد التشويش عليكِ في ذلك، وحالتكِ تتطلب حزماً ومجاهدة حتى يرتفع عنكِ هذا الوسواس.
فاستعيني بالله وألحي عليه أن يعيذك من وساوسه وخطراته.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.