السؤال رقم (1398) : هل يجوز لأمي ترك صيام أيام رمضان السابقة التي لا تستطيع صيامها لمرضها؟
نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. والدتي كانت مريضة جداً في عام 2011 وقد صامت في أول الشهر ولكن كانت في ليبيا شبه حرب وفي نصف رمضان انتقلت المعارك في منطقتنا فأصيبت أمي برعشة شديدة وأصيبت بالسكر وزاد مرضها ولم تستطع الصيام ففطرت لأن حالتها صعبة جدا وانتهى رمضان وهي تعتبر قد فطرت ما يقارب أسبوعين وبعد نجاح الثورة واستقرار ليبيا بقيت الوالدة تعبانة وعملت فحوصات وتحاليل وثبت بأن عندها السكر ويكون عالي، وقد قارب شهر رمضان على القدوم فما كان لنا إلا أن نسأل شيخ وهو في منتدى إسلامي معروف بارك الله فيه فقد أفتانا بأن تصومهم بعد رمضان الثاني وعلى كل يوم تصومه تتصدق عليه.. اكتمل شهر رمضان الثاني وصامت الوالدة بعض الأيام ولكنها كلما صامت تتعب كثيراً فيوم تصومه ويومين ترتاحهم إلى أن زادت عليها أعراض السكر من آلام شديدة في عظامها، وصداع قوي، وفشل، ودهشة، وضيق في التنفس، وغيرها من الأعراض. وقد قارب رمضان سنة 2013 على القدوم وأريد منكم فتوى عاجلة عن الأمر هل تترك أيام رمضان 2011 وتصوم أيام 2012 فقط؟ علما أن والدتي في عمر 43 سنة.
الرد على الفتوى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإذا كانت والدتك لا تستطيع قضاء ما فاتها لمرضها فعليها القضاء بعد شفائها لقول الله جل وعلا: [وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ..](البقرة: 185).
أما إذا كانت لا تستطيع نهائياً لكبر سنها، وضعف بدنها، واستمرار مرضها عن طريق تقرير طبيب مختص موثوق فما عليها إلا أن تطعم عن كل يوم مسكيناً ولا شيء عليها إن شاء الله تعالى قال الله تعالى: [وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ](الحج: 78)، وقال تعالى:[لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا](البقرة: 286)، وقال صلى الله عليه وسلم(إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم) (رواه البخاري ومسلم). وعلى كل حال عليها صيام رمضان القادم وأما الماضي فحسب قدرتها.
أسأل الله تعالى أن يشفيها وأن يكتب لها الأجر والمثوبة، وأن يتقبل منا ومنها، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.